المملكة مرحلة وانتهت بكل خيرها وشرها وأصبحت تاريخ وماضي.. الجماهيرية فترة مرت وانتهت هي الاخرى بكل ما لها وما عليها واصبحت من التاريخ.. فبراير نجحت في اسقاط القذافي وعجزت عن تغيير نظامه بشكل فعلي خاصة على مستوى السلطات الوسطى التي مازال تعمل وتسير بنفس العقلية والفعل مع فشلها في انتاج دولة قانون ومؤسسات والمحافظة على الوطن ووحدته.. والملك وادريس والقذافي اصبحوا في ذمة الله ولا عودة لهما.. فديسمبر وذكره وسبتمبر وفاتحه وفبراير واحداثه كل هذه الشهور والتسميات والاشخاص واتباعها يجب ان يدركوا ان العجلة لا تعود الى الخلف وان ما ذهب لن يعود.. لهذا عليهم جميعا ادراك ان ليبيا هي الباقية وان من يهمه الوطن فعلا ويريد المحافظة عليه ان يجعل كل تلك المراحل عبرة له وتاريخ من حقه الفخر به او التمرد عليه حسب موقفه منه ومن احداثه ونتائجه.. ولكن ليس من حقه ان يدمر الوطن من اجل اعادة انتاج اي من تلك السلطات ولو على حساب البلاد والعباد.. فاتركوا كل هذه المراحل وابحثوا عن ما يجمع الكل في وطن وحد يكون للجميع دون اجحاف او تمييز بين ابناءه ومدنه ومناطقه وقبائله.
ام العناد والبحث عن اسماء او سلطات انتهت وانتهى دورها لن يزيد الوطن الا تمزقا والمواطن الا معاناة.. فمن يريد بناء دولة وانقاذ وطن وتحقيق عدالة واستقرار عليه ان يضع مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار.
ومن يريد دولة حقيقية فوق كل الاسماء والشهور والاحداث والمناسبات عليه ان يجعل ليبيا فوق الجميع لتكون عنده اكبر من الجميع اسماء وشهور ومناسبات واحداث.
فلتكون ليبيا اكبر من المملكة وملكها واكبر من الجماهيرية وقائدها.. ولتكون ليبيا اكبر من كل من يريد ان يحكمها من جديد بشكل فردي وعائلي وكأنها ملك شخصي لا يجب ان تترك لشعبها ليقرر مصيرها ومصيره.
لتكون ليبيا اكبر حفتر وكرامته وابناءه.. ولتكون ليبيا اكبر من فبراير واحداثها وثوارها وشخوصها وسلطات الامر الواقع المنتشرة على طول البلاد وعرضها.. لتكون ليبيا اكبر من كل السلطات والمناصب والكراسي.. لتكون ليبيا اكبر من البرلمان واعضاءه.. واكبر من الاستشاري واصحابه.. واكبر من الرئاسي واوهام شخوصه.. واكبر من الحكومات في كل البلاد واسماءهم.. لتكون ليبيا اكبر من كل الثروات والاموال نفطا وغازا وضرائب وغيرها.. ولتكون ليبيا اكبر من كل القبائل والعائلات والحكماء والاعيان وخبراء الوهم واصحاب السلطة والجماعات المسلحة وسلاحهم واهدافهم واسماءهم..
.. لتكون ليبيا أكبر من الجميع وللجميع..