تسيَّدتِ الدَّارَ أصواتُهُنَّ
وضاعَ الرجـالُ وضـاعَ الأثـرْ
فلا رأيَ يُؤخَذُ إلا لَهُنَّ
ولا أمرَ يُمضَى سوى ما أَمَـرْ
تكلَّمنَ حتى غدَوْنَ القُضاةَ
وأمسى الرِّجـالُ ظِلالَ الحَجَـرْ
يُقادونَ قسرًا، يُهانونَ جهرًا
وإنْ نطَقوا، فالجزاءُ الخَطَـرْ
يُحاصرُ في بيتِهِ مَن أرادَ
حديثًا جريئًا، وصوتًا جَهَـرْ
فإنْ قالَ: كَلا، يُعَابُ كثيرًا
وإنْ قالَ: نعم، فقيلَ اعتـذَرْ
لقد صارَ رجـلُ البيـوتِ غريبًا
كأنْ لا يُسـاوي كُرَاسي المـرَمَرْ
يُحرَّمُ إنْ صـاحَ يومًا بحـقٍّ
ويُرفَضُ حتى وإنْ قـد صَبَـرْ
فأينَ الهيـابُ؟ وأينَ الكـرامةُ؟
وأينَ الرجـالُ؟ وأيـنَ الفَخَـرْ؟
أضاعوا القيـادةَ، صـاروا ظلالًا
تـدورُ كما تشتهي مَن أمَـرْ
تسلَّطنَ حتى غدتْ كلُّ دارٍ
تمرُّ بليلٍ كثيـرِ الضَّجَـرْ
فإنْ زُرتَ بيتًا وجدتَ الرِّجالَ
كطيفٍ يذوبُ كضوءِ القمرْ
توارى الرجـالُ، وعـزَّ السـنادُ
وضـاعَ الرجـلُ وضـاعَ الأثـرْ