
قُلتُ يا جُرحي لِمَّ حماقتي
خَرِفاً بِتُّ أسُوحُ بين مظالمي
والآه والتهويم
في ديار الضَّادِ جرجرت ضيمه
عارٌ يُجَدِّدُ كلّ يومٍ خيبه
زيتونه يخدع نخله
ونخله يخدع زيتونه
كان هناك بيتٌ
بنته الأبجدية
في رحمها مِللٌ حَنَتْ
وأوثقت سَبْحاً يُوَحِّدُها
بيتٌ تداعى سرّه
فمحوت منه حكايتي
وكتبت في لوح الضلالة آيتي
والضّادُ حرفٌ من ترابٍ
قدماه تَغُوصَانِ في رِمالِ الاستجداء
فكرٌ يموتُ وأملٌ يختنق من وليمةٍ غادرة
فوقه ضوءٌ يعتلي شُعاعَ المتاهة
وأنا مُفَتَّتٌ
تتمسّحُ الأرضُ بمأساتي
أجُوبُ شِعَاباً مُرِيَبةً
أتفرّسُ صدمتي
والمِشْكَاةُ خَاوية
لعلّ مصباح جَدّي يقودني إلى غاية
لكنَّ جَدّي خَبَتْ فتيلته
ومضى نصف عاقل
لو أنَّه رِيْحَاّ
لفتحت أبوابَ المهزلة
لو كان حديقةً لزرعتُ
أزهارَ ألمي فيها
قرأت سُقْيَا تقول:
هذا فراتٌ سائغٌ
وغرقتُ أذكرُ عثرةً
ووقفتُ أمْشُطُ سِيْرةً
دَقّت في أنفي نبتةً عطرة
ومَحَتْ ألوانها