الأحد, 30 مارس 2025
المقالة

كلام في الفن.. أوهام الخلط بين التمثيل والسلوك

فريق مسلسل شط الحرية (الصورة: عن صفحة المسلسل على الفيسبوك)
فريق مسلسل شط الحرية (الصورة: عن صفحة المسلسل على الفيسبوك)

الفن متنوع بطبيعته أما السلوك فهو غالبا ما يتسم بالتكرار. هناك فرق كبير بين قدرة الفنان على تجسيد الشخصيات الدرامية المختلفة والمركبة وبين امتثال الشخصيات المُجَسَّدة لشخصية الممثل.    

في الحالة الأولى تتجلى مهارات الفنان الحقيقية وتتشكل لدى المشاهد الصورة الفنية المتكاملة لشخص الممثل وقدراته الإبداعية.  في الثانية يكون الممثل أقرب لطبيعته وأبعد ما يكون عن التمثيل الذي يتطلب المهارة والخبرة والمعرفة بأصول الكار.        

في مسلسل شط الحرية الفنان الحقيقي هما اللهجة والمكان. بدونهما لا يوجد فنان. حين يحدث أن يخرج الكاتب ولو قيد أنملة عن لهجة وعُرْف المكان يبرز النشاز ويفقد الفنان تماهيه المقيد بهما. في هذا المسلسل نجح الكاتب في حبك مواضيع تميزت بالمفارقة الساخرة لتقديم رسالة فنية ناقدة. مواضيع كتبت في حضور طاغ للمشاهد. وهو الأمر الذي خلق كركترات أحبها الناس لتواجد مثيلاتها في الحياة مما ساعد على دمج المشاهد وتعايشه معها كما لو أن هناك تناص سياقي ثقافي بين الشاشة والواقع.

المسلسل في تصوري لقي وسيظل يلقى نجاحا عند المشاهد ما بقي فريقه يلعب على ملعبه وبين جمهوره. ولكن هل نجح نجما مقلب الشراب حين حاولا اللعب على غير ملعبهما وبين جمهور مغاير بعض الشيء لجمهورهم؟ ألم يتكشف لنا ارتهانهما لذات السلوك التمثيلي واغتراب التمثيل كفن عنهما؟!  ألم يتلبس سلوك مراجع التمثيلي بشخصية شعبان ويتأبط الحول رجب في كتيبه الجديد؟

لماذا يمكننا التنبؤ دائما بأداء الممثلين؟ لماذا هذا التخشب لغة وحركة؟ لماذا نبالغ بإطلاق النجومية على أشخاص يعجزون عن التمثيل.

أو ليس التمثيل فنا لا سلوكا؟

مقالات ذات علاقة

عنوان بيتنا أو تاجوراء عام 2970

محمد النعاس

القبيدولة

خالد الجربوعي

جدران القاعات الخاصة آخر ما تبقى للفن في ليبيا

أحمد الغماري

اترك تعليق