الطيوب
قبل أيام تداولت الأوساط الأدبية في ليبيا على منصات التواصل الاجتماعي، رسالة الكاتب الليبي إبراهيم الكوني، التي يدعو فيها المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، لتكريم الكاتب والأديب الليبي الكبير أمين مازن.
في رسالته المؤرخة في 20/12/2024م، يقول الروائي العالمي إبراهيم الكوني: (العزيز الفاضل د.محمد طاهر الجراري/ حفظه الله، وبعد: في واقع طينة المكان فيه تلد، ومنجل الزمان في رحابه يحصد، لا وجود لضمان ألّا نفقد. فهل يكفي أنّ نحزن على فقد الذخيرة، المترجمة في حرف الرموز الوطنيّة التي لا تعوَّض، فنفقد بفقدهم روح الوطن، فتغترب فينا القيم، التي حرّضونا على اعتناقها، إبّان وجودهم بيننا، فيأخذوا معهم أنبل ما فينا، وهو حبّ الوطن؟ والعار حقًّاً ألّا نفعل ما بوسعنا كي نوقف هذا النزيف، بأن نبادر بإكبارهم، إبّان وجودهم، لا بعد غيابهم، تقديراً لتضحياتهم، وسداداً لمكوس هي في الواقع ذَينٌ في رقبتنا، علّنا نكفّر عن بعض خطايانا في حقَّهم، لننال امتنان الوطن، الذي أحبّوه، وحرّضونا على حبّه. وأحسب أن المفكّر والأديب الحكيم أمين مازن يتبوّأ المنزلة في معراج هذه المفرَزة، ممّا استوجبَ تنظيم مراسم لتكريم هذا الفارس، وكُلّي يقينٌ بأن شخصكم النبيل سيكون الملاذ هنا أيضاً، وهو الذي عودنا أن يهرع لأداء الواجب، ليلعب دور العرّاب في هذا المجال).
وقد جاء رد المركز، ممثلا في رد الدكتور محمد الطاهر الجراري: (الدولة لها اهتماماتها نظرا للظروف الراهنة، عليه سنفعل كما فعلنا سابقا، بعد إنجاز صيانة المركز سنحدد يومًا لتكريم الأستاذ أمين، ونطلب منك ومن شخصيات معتبرة تسليط الضوء على عطاء أمين لهذه البلاد، مع محاضرات عن سيرته الذاتية يشارك فيها اثنين أو ثلاثة من الخارج. وفي نهاية اليوم والذي نتصور أنه سيكون حافلا بالنقاشات والآراء حول شخصية الاستاذ أمين، ويمنح الاستاذ أمين وسام استحقاق ويا ريت تكون موجود لمنحه الوسام، هذا تصور أولي للفكرة، الانتظار يفسد المشوار وشيء أحسن من لا شيء ما رأيكم؟).
ليجيء رد الكوني: (عين الصواب، آملا أن تنتهي أعمال الصيانة سريعا، كي نتمكن من أن نفي الرجل حقه).
ونحن في انتظار أن يقام هذا الحدث الثقافي المميز، للاحتفاء بقامة ثقافية لها كبير الإثر في الحياة الثقافية في ليبيا.
الجدير بالذكر، إن الروائي العالمي إبراهيم الكوني، نشر عبر حسابة على الفيسبوك سلسلة من أربع مقالات في حق الكاتب والأديب أمين مازن، سنعمل على إعادة نشرها في الطيوب.