الذكرى الـ15 لرحيل الشاعر الليبي الكبير محمّد الشلطامي
1
عبثا أن نتقى الربح التي تنشج، والاقفال
والليل، وأضواء النيون
عبثا أن نتقى الموت،
وانا ميتون
في رماد الصمت أو نار الضجيج المر
انا ميتون
فلماذا تنطفئ الرغبة في أن يحلم المرء
بشمس وربيع
أخضر يطلع أعماقنا البور، ودنيا لا تدور
ولماذا لا نثور
مرة في هذه الدنيا التي تزحم بالموت
وانا ميتون
في رماد الصمت أو نار الضجيج المر
انا ميتون
2
كلمات الحب قنديلي الذى يومض في العتمة،
يا محبوبتي
وانا أحلم بك
أه لن يسمعنا الآن أحد
غير سيف الدولة الطالع في كل العصور
وعلى كل الصحف
غن … لن يسمعك الآن أحد
عبثا ان ينبح المذياع تحت الشمس
في كل دقيقة
معلنا موتك في دوامة الصمت السحيقة
غن فالروعة ان،
يطفئك الفاشست في قلبي
لكى تشتعلي في كل قلب
غن فالكلمة كالنخلة لا تثمر،
من أول عام
لا ولن يسمعها الآن أحد
غير سيف الدولة الطالع من كل زمان
وجريدة.
3
يا لهذى اللحظات السود كم تأتى بوجه
آخر في كل عام
ذلك اليوم الذى أحياه؟ ام أمسى؟ وهذى
الليلة السوداء في سجنى الجديد
غادرتني وأنا،
أعدم قبل الآن مرات عديدة
فلماذا الكلمات الدافئة
كالعصافير التي لن تتعلم
أن تطير
قبل أن يطلقها موت المغنى
غن لن يسمعنا الليلة تحت المقصلة
غير سيف الدولة المظلوم والظالم، غن
آه لن يسمعنا الآن أحد
4
أه كم تبدو ثقيلة
هذه الصخرة بين الليل والصبح،
وما عندي وسيلة
لعبور الموت كي تعبق أعياد الطفولة
تحت وجه الشمس في دنيا نبيلة
آه ما عندي وسيلة
غير ان تمتد عبر الموت والغربة،
أيام العذاب
آه كم تبدو ثقيلة
هذه الصخرة بين الليل والصبح، وما عندي وسيلة
غير ان أحفر ما يقرؤه الحزن،
وما تمليه في القلب الجراح
لا تلمني فالصباح
بابه الغربة والترحال
والليل الطويل.
5
بوركت حرقة هذا الظمأ المشبوب في ساعة
ميلاد القصيدة
أقبل الصبح من الكوة يا سجاني البائس،
فالشمس الجديدة
والاذاعات وأصوات صغار الباعة السمر،
وأسفلت الطريق
والمقاهي
والتلاميذ وانباء حروب العالم الاقصى
ونصل الخنجر الملفوف في كل عقيدة
أخبروني اننا بعد بشر
ونغنى تحت اسماء عديدة
بوركت حرقة هذا الظمأ المشبوب،
في ساعة ميلاد القصيدة.
6
وتعلمنا الكتابة
وأعدنا الحب من طاحونة الحزن وضوء،
القمر الخابي واشجان الربابة
للعصافير وأحلام حفاة العالم الثالث،
بالشمس على بوابة الفجر البعيد
واعدناه جديد
راية حمراء في كل جبل
صيحة الرفض التي تهدر من كل بطل
وأعدناه جديد
ثائرا بشر بالثورة في كل مكان
فلنغن والزمان
أبدا يحفر ما يقرؤه الحزن،
وما تمليه في القلب الجراح
ولنغن فالصباح
قادم يحمل في راياته الحمراء
آلاف المواعيد الجميلة.
قادم كي يستعيد العالم المقهور
أعياد الطفولة.
7
عيدنا الآن على مهلك يا محبوبتي
فانا أحلم بك
نجمة حمراء في القلب، ووجها
أخرا للبعث في دنيا تموت
عابرا يطرق في العتمة أبواب البيوت
ویغني
كيف لا يكسر هذا الكاتب المثقل بالهم،
قيوده؟
ويموت
هادما أسطورة الموت العقيمة
رافضا كل الشعارات القديمة
شاهرا سكينه المسحور في وجه الهزيمة
عيدنا الآن.. على مهلك يا محبوبتي
فأنا أحلم بك.
8
يجهل السلطان أن الكلمات،
الدافئة
كالعصافير التي ترحل من كل مكان
والى كل مكان
دون أن تحمل تصريح الدخول
يجهل السلطان أن،
الكلمات الخضر،
لن تفنى، ولن تولد في،
بوابة القصر الكبير
ولذا يحفر قبره
حينما يحفر قبر الكلمة
ليكن قبرك جسرا للصباح
قال لي يوم السفر
وتبادلنا التحيات التي تقطر بالهم
وقلنا نلتقى
وبكى من قبل أن يغلق دون الشمس
باب الحافلة
وتحطمنا على بوابة الصمت.. اشتعلنا
واحترقنا
ساعة ارتاحت على كفى كفاه،
وقلنا الخونة
سلبونا كل ما نملك يا قلبي،
وانا لاجئان
وبلادي رحلت في الحافلة
فلماذا لا نغنى
هذه الميتة تحت الشمس، فالدنيا الجميلة
لم تزل تحلم بالفجر الكبير
وبأعياد الطفولة
رغم ما قالوا، وان الشمس في كبد السماء
فلماذا لا نغنى
ذلك الجرح الذى يطلع في كل العيون
وعلى كل محطات السفر
سلبونا كل ما نملك يا قلبي،
وانا لاجئان
وبلادي رحلت في الحافلة
أنا لا استورد الفكرة،
لكن الحنين
عندما يعصف بالجرح الذى في داخلي
تولد الفكرة في القلب كجرح،
آخر يدفعني أن أتغنى
بجراح الآخرين
ولأجل الآخرين
وأنا لا أملك الآن وطن،
لا ولا أملك غير الحب في القلب،
وشمسا لا تغيب
وبلادي رحلت من لا مكان
والى كل مكان
فليكن موتى جسرا،
للصباح.
كتابات | العدد: 2، 01 يوليو 1976م