الذكرى الـ17 لرحيل الشاعر الليبي حسن السوسي
تصفيق
صفّقتِ لمّا أن سمعت قصيدتي
سلِمتْ يداكِ، وبوركت كفّاكِ
إن أعجبتك، فأنت من أوحَى بها
في بعض ما أوحت به عيناك
لله ملهمة الرّوائع أنت لي
أنا ما هتفت بمثلها لولاك
من روحك المِعْطَاء، سارت نفحة
فيها، وشعشع في الحروف سَنَاك
فأتت، كما شاء الجمال، رقيقة
شملت طباعك، واحتوت رَيَّاك
أترين أسباب الجمال خفيّة
عمّن ترعرع قلبه بحماك؟
وترينه بالحسن غير مبصر
وهو الذي أملَى عليه هواك
قد جاء بالسحر البديع بيانه
لمّا تمثّل مقلتيك وفاك
فتعجّبي إن كان غيرَ محلّقٍ
وهو الذي لم ينتخب إلاّك
إن كان للشّعراء شيطانٌ لهم
يوحي.. فأنت بما وهبت مَلاكي
وحي
من وحي عينيكِ ، ما يهمي به قلمي
يا أعذب اللّفظ في سمعي وفي كلمي
إنّي أراك بعين ، لا يراك بها
غيري ، ولاسمك طعم، غَيْرُه بفمي
وفي خيالي ، خيال منك ما برحت
رؤاه تشرق في صحوي ، وفي حُلمي
فأنت : إنسان عيني ، إن رنا نظري
وأنت جذوة شوق عربدت بدمي
ومنك، إن رقّ شعري ، سرّ رقَّته
وأنت إن راق لخني ، مصدر النّغم
فلا عدمتك سكبَ الغيث في جدبي
ولا عدمتك دفق النّور في عتمي
حسن السوسي (نوافذ)، الدار العربية للكتاب، ليبيا – تونس، ط1، 1987م.