شعر

شيزوفرينيا

من أعمال التشكيلية الليبية إسراء كركره
من أعمال التشكيلية الليبية إسراء كركره

لم أعهد يوماً أن لي ظلٌ يتتبعُني كالأثر
كي يرضى عنه الضوء
أنا روحُ قصيدة وضاءة مضاءة
أربتُ على سُرج الريح كلمحةِ النشيج
ليس ثمّة ما يعلق بي سوى تميمة خبأتها في أكمام الغياب
معنونة وموسومة بشامتكِ الحنطية التي تكاد تخبو
تلك الممدودة بين القيامة والجحيم
ما تفتأُ تقودني للعدم
مفردة سقطت من سماءٍ بعيدة
ذريعة الحزن السديميُّ الوافر في عينيكِ
بقداسةِ سهرٍ عريق وأهداب تمجّد نيازك اللهف
المسفوح على ركح الهديل
المستهام بثرثرة فضية
تسيلُ خصوبة المساس الفضفاضة
كوثنٍ بليد ينتصبُ صلصال الكبريت
كجنادب الغابة يثملها حليب الأثداء المتوهجة بنمش السمار
ووحماتٍ ملتهجة العواء النافر
كنصلٍ يتهجّى دم الخطيئة
يشجُّ مآرب التأويل العاصف
عند جيد القطن الداكن في البياض وحيرة القصب
يجثو قاب ربوتين تشهقان بحبورٍ ضاري عند أول رغبة مبتذلة
تلكمُوا الأقواس التي تعرت لِعُنْوة الضوء
قبل ميلاد فكرة الاستدارة والانبعاث الجليل
والإفلات من حصنٍ لا يعير للنضج معناه
عند معاجم الرحيل تتشوّهُ فزاعة العدم
كأيائلٍ تتقافز فوق ما تبقى من خريف شرس
فوق ضِفافٍ مالحة تنهشُ عِفّة الغياب
تراقص العنادل بخفّةِ مالك الحزين
وبصفعةِ الاحتضار فوق أكمّة الاصفرار
خُرافة الغموض قصيدة من غواية المرايا
حين يغادرني ظِلّكِ الوقور بارتعاشة الحرف الأخير
كفجيعة حزنٍ سائب النحيب تلقاء عوسجة اليقظة
تُلقّحها شهوة المواسم كنهرٍ يجرح عذرية الطين
عند هاجس الفراغ المتماهي مع نسغ القِطاف الهزيل
كأحصنةِ السُهوب ممهورة لرهانِ الهفوات الصاهلة
كوهلة الثغاء الأخير تطفو فوق دفقِ الأمكنة وحشود النسيان.

مقالات ذات علاقة

بيروت 82

المشرف العام

تــألُّـق

عمر عبدالدائم

يا بحر هل عرفتني

خالد مرغم

اترك تعليق