من أعمال الفنان محمد الشريف.
شعر

يا بحر هل عرفتني

(حديثي الى البحر بعد عودتي من سفري الطويل)

Mohammad_Esharif (4)11

يا بحر هل عرفتني ** أنا ذلك الفتى الصغيرْ

من قد ملكت فؤاده ** فغدا لسحرك كالأسير

من كان يهجر نومَه ** إن قِيلَ غداً بشاطئك نَصير

وماذا يوقفُ دمعَهُ ؟ ** لو قالوا لا، لعذرٍ لن نَسير

من كان قبلَ وصولِه ** اليكَ يكادُ من فَرَحٍ يَطير

لا زلتُ أذكرُ عَهدكَ ** ومَاءكَ الدَّافئ الوفير

وأذكرُ ملمَس رَملِك ** وعنديَ أنعمُ من حرير

ولعمرُكَ أكثرَ راحةٍ ** من ضَمَّةِ الفرَشِ الوتير

ومنه بنيتُ حُصونِيَ ** ليُحيطُها سُوري القرير

وبعدها تُرسِلُ مَوجَك ** قُربَ المساءِ بالهَدير

فتمحُو كلَّ ما بنيتُ ** من قلاعٍ وسُدودٍ وغَفير

فتُمسي مِثلمَا كَومَة ** أحاطَها ماءُ الغدير

فكأنك كنتَ مُمازحِي ** لتُضيع مَجهودي العَسير

فلم يزدني ذاكَ منكَ ** الا سُروراً الى سرور

فأضحكُ حتى أرتمي ** لسُوءِ ذيَّاكَ المَصير

كم كنا نعيشُ سعادةً ** قد لا يلقّاها أمير

حتى حلَّتْ بنا ليلةٌ ** بها كلُّ شرٍ مُستطير

فكان الوَداعُ مآلُنا ** والاغترابُ لنا المُجير

وبقيتَ حباً في الفؤادِ ** وصِرتَ فَيضاً بالضَّمير

تُنعش آمالَ الرجوعِ ** ولأجلِ لُقيَاكَ أستَخِير

ذِكراكَ تُلهمُ خَاطِري ** حبُّ الطُّفُولَة كم كبير

مقالات ذات علاقة

تمارين الغياب

سميرة البوزيدي

قصائد الحرب

عبدالمنعم المحجوب

رضينا بحتف النفوس رضينا

المشرف العام

اترك تعليق