أخبار طيوب عربية

صدور كتاب الشعر الروائي في شعر خليل حسونة

(الشعر الروائي عند خليل حسونة) للناقد الفلسطيني رائد الحواري
(الشعر الروائي عند خليل حسونة) للناقد الفلسطيني رائد الحواري

صدر عن دار مشكاة للطبع والنشر والتوزيع ودار أرفلون للترجمة والطباعة والنشر والتوزيع في القاهرة الكتاب الجديد للناقد الفلسطيني رائد الحواري، ويتناول تجربة الشاعر خليل إبراهيم حسونة الشعرية، وجاء الكتاب تحت عنوان “الشعر الروائي عند خليل حسونة”. ويقع الكتاب في (235) صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافه علي أبو الحسن.

وعن مبررات التسمية الجامعة بين فنين كبيرين متداخلين من فنون الأدب؛ الشعر والرواية يقول المؤلف في المقدمة: “فزخم الأحداث، وتعدد الأمكنة، جعل خليل إبراهيم حسونة شاعرا روائيا، شاعرا يكتب الديوان الروائي، فالعديد من عناصر الرواية حاضرة في دواوينه”.

أصدر الشاعر ثمانية دواوين، تناولتها الدراسة بالتحليل النصيّ المتكئ على ثقافة الناقد ورؤيته الذاتية للشعر وتحليل النصوص، فهي “تضيء على ما فيها من جماليات، وما فيها من معاناة، وما أراد أن يقول الشاعر، بوعي وبغير وعي”.

تناول الناقد في الوقفة الأولى اللغة الروائية في ديوان “لا أريد أن يعرفني أحد”، فبحث التراث والتاريخ، والصورة الشعرية، والاقتباس الشعري، والتأثر بالنصوص الدينية: القرآن الكريم والتوراة والعهد الجديد، كما بحث حضور المكان في قصائد الديوان.

أما ديوان “ويبحث في عينيها عن نهار” فيلتفت الناقد إلى مسألة الهجرة التي يعاني منها المواطن العربي عموما، بما في ذلك المثقف، فاستدعى ذلك التركيز على حضور مفردة البحر في الديوان بدلالة مختلفة عن البحر في الديوان الأول، ثم يعود إلى هذه الثيمة ليركز عليها أكثر في قراءاته للديوان الثامن “أوراد تدخن أورادها”.

كما تحدث الناقد عن الحالة النفسية للشاعر المسيطرة عليه في هذا الديوان، وكما هي عادة الناقد الحواري يبحث عن حضور المرأة في الأدب لأن وجودها ذو ضرورة إبداعية وواقعية لما لها من أثر إيجابي في نفسية الشاعر للتخفيف من حالة الحزن والاكتئاب، وأبان لها صورة ناصعة بيضاء لأنها ذات مهمة إنسانية كبيرة، جعله يخصص لبحث العلاقة بين الرجل والمرأة وقفة خاصة تحت “المؤنث والمذكر” في ديوان أبجديات أولى”. وهو الديوان الثامن للشاعر.

يعود الكتاب ليبحث في حالة الشاعر النفسية من خلال قراءة نقدية للديوان الثالث “يتنفس الحزن فضاءاته المعتمة”. ويربط الديوان بالديوانين السابقين في ما يتعلق باللغة والصورة وسيطرة الحزن على الشاعر، وبالإضافة إلى ذلك فإن الناقد يعود ليقرر الميزات الروائية لهذه الدواوين وتتمثل في: “المكان المترامي الأطراف، والأحداث التاريخية، واقتباسات من التراث والأساطير والكتب المقدسة، وتعدد الأصوات”.

وترصد القراءة الرابعة حضور القرآن الكريم في ديوان “لو”، وتتبع التناصات الأدبية في القصائد مع آيات من القرآن الكريم وسوره: النجم، والعاديات، والتين، والذاريات، والقارعة، والزلزلة، والكوثر، ويؤكد الناقد في تحليله لهذا الحضور الديني للقرآن الكريم في النص الشعري على ما وصفه “العقل الباطن” الذي كان له أثره في توظيف ألفاظ معينة.

وفي الدراستين الخامسة والسادسة اللتين تتناولان ديوانين “ناسوت” و”عند باب حطة” تركزان على المكان وحضوره في الديوانين، “فحالة الترحال المستمرة التي فرضت على الفلسطيني جعلته يشعر بعدم الاستقرار، فهو ينتمي لفلسطين، فالأماكن الأخرى التي حاول أن يجعلها (وطناً) ثانيا، رفضته وعاملته بشكٍ وريب”. بالمقابل فإنه “ما زال متمسكا بانتمائه/ بأفكاره رغم البعد المكاني،…، فهو مسكون بالوطن الذي ينتمي إليه”. فهذان الديوان يمثلان حالتين متقابلتين في وجدان الشاعر وحسه وتفاعله مع مكانين نقيضين؛ الغربة والوطن.

يتخذ الناقد في هذه الدراسات الثمانية أسلوبا تحليليا نصياً، يعتمد فيه على تفكيك العلاقة بين النصوص في الديوان الواحد، وبين نصوص الدواوين الأخرى، كما يلتفت إلى ما في نصوص الشاعر من حمولات ثقافية من مصادر معرفية وفلسفية متعددة.

لقد أبانت هذه الدراسة بشكل واضح عن العلاقة الوطيدة ما بين العناصر الروائية والشعر، وكيف يمكن لها أن تمنح الشعر ومكوناته اللغوية والتصويرية والتخيلية أبعادا فنية، تجسر الهوة ما بين هذين الفنين الكبيرين اللذين يبدوان في صراع على منصة الثقافة المعاصرة، وهذا ما جعل الشاعر مجددا كما قرر الناقد في مقدمته.

ويضاف هذا الكتاب إلى مجموعة كتب رائد الحواري الذي يبحث في كل واحد منها في كاتب أو أديب عربي، فيدرس نصوصه ويحللها، مركزا على العالم الفردي للمبدع بصفته عَالما لغويا دون أن يفصله عن محيطه الثقافي العام المحلي والقومي والعالمي، وهذه النظرة النقدية وإن جعلت الفرد المبدع مركزا في الدراسة إلا أنها تساهم في الإضاءة على عوالمه الخاصة بشكل مفصل، تتناول الحالة الإبداعية والنص والجملة والكلمة والصورة الشعرية وحتى الحرف؛ أصغر وحدة لغوية يوظفها المبدع للتعبير عن أفكاره.

ومن الجدير بالذكر أن الشاعر خليل إبراهيم حسونة من مواليد عام 1948، شاعر فلسطيني مقيم في المنفى، له العديد من المؤلفات الأخرى غير الشعرية، وحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية.

مقالات ذات علاقة

أسبوع للثقافة الليبية في مدينة الأقصر

المشرف العام

سيرة نورالدين بنكيران مسافة شاسعة للبوح وترتيل الأحلام المجهضة

المشرف العام

ذاكرة القدس في الفن التشكيلي الفلسطيني*

زياد جيوسي (فلسطين)

اترك تعليق