الطيوب | متابعة وتصوير : مهنَّد سليمان
شهد ديوان وزارة الثقافة والتنمية المعرفية بمدينة طرابلس صباح يوم الثلاثاء 9 من شهر يوليو الجاري إقامة احتفالية خاصة لتأبين الكاتب الصحفي والناشر الراحل “محمود بلعيد اللبلاب” مدير إدارة المطبوعات والنشر بوزارة الثقافة وسط حضور لافت للكادر الوظيفي العامل بالوزارة من زملاء وأصدقاء الراحل الذي وافاه الأجل المحتوم في نوفمبر من العام المنصرم علاوة على حوارية تكريمية للشاعرة الواعدة “فاطمة الزهراء إعموم”.
جهود اللبلاب في خدمة صناعة النشر
فيما شاركت السيدة “مبروكة توغي عثمان” بكلمة أكدت من خلالها على دور الراحل ومكانته حيث كرّس جُل حياته في خدمة النشر، وكذا جهوده المُقدّرة في صناعة الكتاب والدفع بها قدما والعمل بدور النشر واتحاد الناشرين الليبيين مما ساهم في تحقيق العديد من الإنجازات الهامة، وأضافت توغي بالقول : إن كل ما عرف اللبلاب عن قرب يدرك أن عقيدته المهنية كان قوامها الجوهري العمل بروح الإخوّة والمسؤولية عمل بخُلق جمّ لما يزيد عن الخمسين عاما في مجال نشر الكتاب فهو قد ساهم بمعيّة زملائه في ترسيخ الثقافة الليبية فكان حضور في المحافل المحلية والعربية والدولية إيجابيا وفاعلا، وفي سياق متصل أعلنت الوزيرة عن إطلاق اسم الراحل “محمود بلعيد اللبلاب” على قاعة ديوان الوزارة تكريما لعطائه المُثمر.
كلمات رثاء ووفاء
كما ألقى السيد”أحمد الهلاك” مدير مركز البحوث والدراسات الإفريقية كلمة بالخصوص أشاد فيها بجهود وزارة الثقافة المبذولة سعيا منها للارتقاء بالحركة الثقافية والأدبية في ليبيا، وأثنى الهلاك على روح الوفاء والعرفان التي تمتاز بها الوزارة الذي يتمثل اليوم في تأبين وتكريم الناشر الراحل “محمود بلعيد اللبلاب” اعترافا بمسيرته الحافلة وتقديرا لرصيده المهني والأخلاقي تلته مشاركتان للسيد “خالد اللبلاب” شقيق الناشر الراحل ولابنته “ريان اللبلاب”، بالإضافة لمشاركة الشاعر “محمد بن زيتون” بمرثية شعرية عن الراحل.
إنشاء بيت الشعر الليبي
ثم أعقب ذلك بث تقرير مرئي مصوّر استعرض لمحات من السيرة الذاتية للراحل محمود بلعيد اللبلاب بدءا من بداياته ككاتب صحفي وصولا لتقلده عدة مناصب إدارية، وأرفق التقرير بعدد من الكلمات التأبينية بمشاركة أصدقائع وزملائه اللذين استحضروا مجموعة من مناقبه الأخلاقية وأضأوا على سجله المهني المعطاء طوال تجربته الوظيفية، واختتم الشق الأول من الاحتفالية بتقديم شهادة تقدير من وزارة الثقافة لأسرة الراحل تسلمتها ابنته “ريان” من جهة أخرى أعلن الشاعر “محمد الدنقلي” أمام الحضور عن عزم وزارة الثقافة إنشاء بيت الشعر الليبي أسوة ببيوت الشعر في الأقطار العربية الأخرى كي يُجسّد الحاضنة الأبرز للشعراء الليبيين في جميع أنحاء البلاد ليُكّلف الدنقلي برئاسة إدارته.
حوارية تكريمية مع الشاعرة فاطمة الزهراء إعموم
بينما انطلقت تباعا فعالية تكريم الشاعرة الواعدة “فاطمة الزهراء إعموم”، وفي مستهلها تضمنت بث تقرير مصوّر عن مسيرته الشعرية والأدبية ومشاركاتها المحلية والعربية فضلا عن إقامة حلقة حوارية أدارها الإعلامي “خيري سويري”، إذ عرَّجت فيها الشاعرة فاطمة على بواكيرها الأولى مع عالم الكتابة فلفتت إلى أن البداية كانت مع القصة القصيرة قبل كتابة القصيدة الشعرية مما يجعلها تتطلع مستقبلا لإصدار مجموعة قصصية إلى جانب الشعر، وحسب تعبيرها أضافت بأنها تسعى لتغذية هذه الفكرة بداخلها بشكل أو بآخر باستجماع قواها للعودة لكتابة القصة مرة أخرى، وأشارت فاطمة بالقول : إن أول لقاء حقيقي لها بالشعر كان بمهرجان (الشعر والقصة) بمدينة زلة فكان الاصطدام الحقيقي بالقصيدة أوائل عام 2000م، وبالتالي حفّزني مهرجان زلة على كتابة الشعر فكنت أكتب بخيال الطفل ربما ما يُشبه الشعر وقتذاك تحوي على الجرس الموسيقي، وتابعت قائلا : مذ ذاك التاريخ وعلاقتي بالشعر أخذت تتوطد شيئا فشيئا فلاذت بالقصيدة الفصحى وواظبت على كتابتها.
البواكير الغضّة …التطلعات المستقبلية
وحول علاقتها بالشعر الشعبي أوضحت فاطمة بالقول: إن الشعر الشعبي جزء متأصل في مفردات البيئة خاصتي لاسيما في التقاليد الاجتماعية كالأفراح، وفي بيتنا حينما تُغني أمي (غناوة الرحى) أو (غناوة العلم)، فيما أضافت فاطمة بالقول : خيوط الفكرة أصبحت هي التي تقودني للكتابة كون أن اللاوعي هو المحرّك الرئيس لها لذا هي مَن تختار أي الفكرة الشكل والقالب النهائي للقصيدة سواء كان شعرا فصيحا أو شعرا شعبيا ومع ذلك لا أنكر ميلي للشعر الفصيح بداخلي كما أعربت فاطمة عن تخوفها من فقد أدواتها في حالة انخرطت في مجال الدراسات الأدبية، وعزت الأمر إلى أن التخصص الأدبي سيُقيِّدها بالقواعد الجامدة لمسائل العَروض والنحو والصرف وأصول البلاغة وترى فاطمة أن الانغماس بالدراسة في هذه القوالب سيؤثر عليها بالسلب أكثر من الإيجاب مؤكدا أن لجوءها للكتابة ينبع من مدى احتياجها لأن تكتب، فيما تطرقت فاطمة إلى مشاركاتها في التظاهرات الأدبية العربية، وعن ظروف هذه المشاركات بيّنت فاطمة بأنها عادة ما تُصاب بالتردد قبل اتخاذها القرار النهائي، ولمساعدة أصدقائها عامل حيوي في قرارها المشاركة من عدمها وذكرت أن لصديقها الشاعر الشاب “هود الأماني” دور كبير في دعمها ودفعها نحو الأمام، وأكدت فاطمة أنهت تعد مشاركاتها العربية انتصار للشاعرات الليبيات وللنساء في ليبيا عموما.
عزوف النخب الأدبية عن الحضور !
واختتمت فعالية التكريم بتقليد الشاعرة “فاطمة الزهراء إعموم” بوسام شاعرة ليبيا من قبل السيد وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية التي سجّلت عبر كلمة مقتضبة عن بالغ استيائها جراء عزوف النخب الأدبية والثقافية في الوسط الإبداعي الليبي، وتحديدا الشعراء والشاعرات عن حضور الاحتفالية مؤكدة بأن الوزارة لم تألوا جهدا في العمل على خلق بيئة خصبة منتجة ومشجعة للمنجزات الإبداعية وفق ما توفر من إمكانات وموارد وذلك بإشراك جميع ألوان الطيف الإبداعية والفكرية.