أريج محمد المهدي
يومًا ما ستقف على هاوية التمني، وتتحول من إنسان يرنو للمستقبل إلى إنسان يهوى الوقوف على الأطلال، وكلما مرّت الأعوام زاد تعلق المرء بماضيه، لا أعلم ما هو الدافع الحقيقي وراء الرغبة الجارفة لرجوع الزمن؟ على الأرجح هو الشعور بالغربة، لا أقصد هنا غُربة الوطن، بل غُربتك بين جيلٍ غير جيلك!
كذلك إذ داهمتك الذكريات واستحوذت على مشاعرك وأضرمت بوجدانك نار الحنين إلى العودة لزمن حدوثها ولكن هيهات أن يعود ما مضى، أعلمُ يقينًا أنه مُحال ولكنها خَصْلة لا تكاد تجد أحدٌ يخلو منها وتشهد على ذلك قصائد عديدة كأنه داءٌ مكتوب على قلوب البشرية، أستحضر منها مطلع قصيدة حفظتها أيامُ الدراسة ولم أفقه معناها، واليوم أرددها وكل ما بي أَدْرَكَ حال ذي الرمة في قولهِ: “أَمَنزِلَتَي مِيِّ سَلامٌ عَلَيكُما .. هَلِ الأَزمُنُ اللائي مَضَينَ رَواجِعُ”
ستبقى الديار التي ضمت بين جُدرانها أحبتنا عزيزة على الرغم من ألم غياب ساكنيها، وفي حضرتها تتناوب الأحاسيس تارةً أستشعر وجودهم ويهدأ روعي، وتارةً ينتفض فؤادي شوقًا وتنهال مدامعي وهذهِ ضريبة الوقوفِ على الأطلال فهُناك من يغلبها ويظفر فقط بالذكريات السعيدة، وهناك من تغلبه ويظل قابعًا بين قُضبان التمني وينتظر أن يتحقق المستحيلَ بعودة الراحلين.
4 تعليقات
دام مداد قلمكِ أريج المبدعة 💚
نشكر مرورك الكريم…
اتمني لكي المزيد من العطاء والتقدم و كما اتمني ان اراكي ف أعالي المراتب ❤️❤️❤️
نشكر مرورك الكريم