لطالما تمنيت
أن أتقن فن السرد..
في مخيلتي
ذكريات معتقة..
مواسم حصاد
عامرة بمليئات السنابل..
تمتمة قراء
على تخوم الفجر
وحناجر صادقة
تلهج بالدعاء..
قصص الأصدقاء والجيران
ومفارقات تزرع
بذور الضحك
في المساءت الرائقة..
وصايا سقطت
من قوافل الراحلين..
و مشاريع عشق
داستها سنابك الوقت..
حكم تبعثرت
على ألسنة العجائز
بينما يغزلن
خيوط الحكايات
وينسجن أغطية
لأشباح المساءات الباردة..
أمام عيني
تمر كل ليلة
خيالات الرعاة العائدين..
يسبقهم نباح كلابهم
يكشفهم ثغاء نعاجهم
و نبرات أصواتهم الحزينة
وهم يعلنون عن قدومهم
بسيمياء الغناء..
قوافل الرحيل
وهي تدوس
القلوب المفارقة
و تظهر ما كان يظنه
العشاق سرا
فتفضحه مدامع الوداع..
تمنيت لو كنت ساردا
لو جست في مشاعر
الدلاء العطشى
على حواف
المنابع الغائرة..
لو أسمعت
خضخضة القرب المليئة
وهي تعتلي
ظهور الأمهات..
ونكهة الشوق
في السلام الراقص
على رؤوس الألسنة..
لطالما تمنيت
أن أتقن فن السرد..
أن أحكي
كما لو أنني
طلل تليد..
غير أنني
كلما لملمت حكايات
في مراحها
تملصت مني
وهي تعدو
صوب شعاب القصائد..
