نسرين الطويل | سوريا
الأم ُّالتي تقرأُ لأبنائها كلَّ يومٍ هي عمودُ الحكمةِ، ومنارةُ الإلهامِ. إنها تدركُ القوةَ التحويليةَ للقراءةِ، وتضعُ غرسَ حبِ الكتبِ والتعلمِ في أطفالِها ضمنَ أولوياتِها. مع مرورِ كلِّ يومٍ، تكتسبُ عادةُ القراءةِ التي تصبحُ طقوسًا مقدسةً، ووقتًا خاصًا للترابطِ يعتزُ به أطفالُها. إنها تخلقُ زاويةً مريحةً للقراءةِ، وملاذًا للراحةْ والعجبِ، حيثُ يمكنُ لخيالِهم أنْ يرتفع و يرتقي. وهي تقرأُ، تشعلُ شرارةَ الفضولِ لدى أطفالِها، وتؤججُ رغبتَهم في التعلمِ. إنها تعرضُهم لعوالمَ جديدةٍ، وأفكارٍ جديدةٍ، ووجهاتِ نظرٍ جديدةٍ، وتوسعُ آفاقَهم وتوسعُ فهمَهم للعالمِ.
مع كلِّ كتابٍ، تقومُ ببناءِ مفرداتِهم، واستيعابِهم، ومهاراتِ التفكيرِ النقدي لديِهم. إنها تساعدُهم على تطويرِ التعاطفِ والرحمةِ والفهمِ الأعمقِ للتجربةِ الإنسانيةِ. مع تحولِ الأيامِ إلى أسابيعَ، والأسابيعَ إلى أشهرٍ، ينمو أطفالُها ليصبحوا قرّاءَ واثقين، حريصين على استكشافِ الكلمةِ المكتوبةِ بأنفسِهم. ويصبحون مفكرين مستقلين، ومتعلمين فضوليين، وقراءَ متحمسين، مع حبِّ الكتبِ الذي سيبقى معهُم إلى الأبدِ. وبهذه الطريقة، يمكن أن يكون حب القراءة قوة جبارة تتجاوز الزمن والأجيال، وتشكل المستقبل وتترك أثراً دائماً على الإنسانية.