أثار موضوع انتقاد مصاحبة الموسيقى للشعر الشعبي الكثير من الجدل وتصاعد الموضوع إلى افعال وردود أفعال بين احباب بو سالمين وأنصار بوستة ، والواقع أن بوسالمين لا علاقة له بالموضوع فهو ممثل منوط بأداء دور ومشهد كتبه له كاتب السيناريو فتحي القابسي الذي من حقه طرح أي قضية وابداء رأيه فيها كما من حق غيره الاحتجاج وانتقاد هذا الطرح وانا هنا لست بصدد الحديث في نقطة كهذه بل سأركز على نقطة واحدة وهي مصاحبة الموسيقى للشعر وإنكار البعض لها ، فأقول أنه بغض النظر عن الولوج في مسألة الحرام والحلال فالمسألة تعتمد أولاً على ذوق المتلقي وهذه مسألة تختلف من متلقي لآخر .. أنا عن نفسي أطرب جداً لإلقاء بوستة وبورجعه وبولامين فالثلاثة لا يخرجون في ألقائهم خارج التون وطبقة اصواتهم ودرجتها تتناسب تماما مع المقام المصاحب والذي عادة لا يخرج عن البياتي مع التحسيس عن الصبا الذي يثير في الليبيين ما يثير .. فأين المشكلة ؟ وإذا سلمنا ان هذا يمس بالتراث الجميل من ضمة قشه وطبيلة وشتاوة وووووو فدعوني اسألكم بالله هل هذا حرام على بوستة وحلال غلى الآخرين فمحمد حسن رحمه الله تغنى بالتراث مصاحباً للموسيقى
ليش بطى مرسالك عني اهزووجة طق
اوطق العود وطق مقاسه وانتي شوفك شوف امنعل
واشرف محفوظ رحمه الله في خطر عالخاطر داير
طيف والكثير من الأغاني ماهي إلا شتاوات وزناً وإيقاعا وتم غنائها بمصاحبة الموسيقى بل لا أذهب بكم بعيداً وأقول إن مقدمة شط الحرية هي أهزوجة طق وزناً وإيقاعاً
وينك لا طارق لابارق ..
وين امفارق ..
يللي نوم عيوني سارق .. وباستطاعة اي ثلاثة افراد ان يلتقطوا عيدان ويقتربون من أول
طاولة خشبية ويتغنون بها بل من الممكن حذف شطرة المنتصف ( وين أمفارق ) لتصبح شتاوة على النحو الآتي:
وينك لا طارق لا بارق … يللي نوم عيوني سارق
الأمر ياسادة يرتبط بتذوق مايطرح بغض النظر عن يجوز ومالا يجوز وإذا اردتم ربط المسألة بالجواز وعدم الجواز فلتقوموا بالغاء كل اغانينا المستندة على الثراث والتي تم تلحينها ومصاحبة موسيقى لها ابتداء من
يا نسمة الغايب عديلة … وين تلقي اديارة قوليلة (شتاوة) انتهاء ب
هز الشوق حنايا الخاطر … جاء غيمك يا عيني ماطر
(شتاوة) ولا بأس من التعريج على:
ايسلم عليك العقل … الا الرجل ماطالت أتجيك ( غناوة ) .. تحياتي للجميع والشكر للأستاذ فتحي القابسي الذي قام بتحريك ( بركة ) مياه راكدة بغض النظر عن مخالفة البعض له في بعض ما يطرح .