الطيوب | متابعة وتصوير : مهنَّد سليمان
تحت عنوان مبدعات ليبيات نُظمت بفضاء محمود بي للثقافة بالمدينة القديمة طرابلس أمسية شعرية ضمن دورة أيام الخير من فعاليات الموسم الرمضاني لليالي المدينة لعام 2024م، وسط مشاركة كوكبة من الشاعرات الليبيات وهم :- “سالمة المدني”، و”خلود الفلاح”، و”أمينة بن منصور”، و”نعيمة الطاهر”، وذلك ليلة الأحد 24 مارس الجاري بحضور لفيف من الكتاب والأدباء والشعراء والشاعرات والصحفيين والإعلاميين.
وقدمت وأدارت الأمسية الإعلامية “فريدة طريبشان”، حيث استهلت الشاعرة “خلود الفلاح” أولى المشاركات بقراءة مجموعة من نصوصها الشعرية عبّرت من خلالها عما تواجهه المرأة من تحديات اجتماعية وهواجسها العاطفية داخل الدوائرة المغلقة التي تحكمها على كافة الصُعد فتثقب الشاعرة منفذا صغيرا لكي يتمكن محبوبها من رؤيتها (لا تُطل النظر إليّ من بعيد/ضع حذاءك الجذاب عند الكرسي وتعالى نركض ونتحدث عن مهارات البشر الوحيدين في تنظيم مستلزمات البيت بشكل مستفز يوميا/ تعالى نركض ونتحدث عن أحوال طقس اليوم الغائم/ هل تعرف أن هذا الطقس يُصيب امرأة وحيدة مثلي بالاكتئاب).
بينما قرأت الكاتبة الصحفية والشاعرة “سالمة المدني” عددا من أشعارها الضاجّة بتدفق الأنهار المفضية إلى مصبّ المحبة بيد أن المتلقي يعثر بين سطورها على محطات للخيبة والخذلان وأكوام أمنيات تصير وفقا لزمن القصيدة أمواج بحر تحكمها حتمية المد والجزر (الأنا تأكل هشيم القلوب الظامئة/ كل جسدي مكسّر لم أقو على تناول كأس ماء وظني يسقط عند أول تجربة/صباحك ود يقول صديقي العابر الود صار ترنيمة قديمة اندثر عازفيها وآلاتها نخرها السوس والطمع/ وأنا كومة أمنيات وفرح وحسن ظن أسعد بالأنقياء ولا يُساورني شك دبوس وإن نغزني فالأولى بلا قصد، والثانية عفوية والثالثة أدمت قلبي/ أضمّد خيباتي ألفها بشاش معقّم ونحيب الخذلان/ أشتمه في العلن وقلبي يدعو له بالمغفرة).
بدورها أعادت الشاعرة “أمينة بن منصور” في ومضاتها النثرية صوغ معانٍ جديدة لأسئلة لم تأخذ في حقيبتها علامات الاستفهام فهي تُسرج الضوء ويُقنعها الصهيل (في أكياس اليأس يرسمك الغياب/ على كفي الطريّ أصنع أجنحة من الخيال لا تكثرها الدهشة، وأتهيأ للطيران مازلتِ بعيدة أيتها السماء ومازال جرحي مفتوحا/ الدائرة التي يرسمها عقرب الساعة طوال الوقت تكون شمسا تكون قمرا تصبح خاتما وقبعة عدسة لاصقة/ الدائرة تلك قد تكون أغنية أو كلمة الدائرة ذاتها في الغياب تصبح بريئة للطعن الخلفي الذي يقصد قلبك/لكما يقف الباب في عتمة البيت منتشيا كنت أسرج ضوء القصيدة مكتفية بالصهيل).
فيما اختتمت الأمسية بمشاركة الإذاعية والشاعرة “نعيمة الطاهر” إذ قرأت من جانبها عدة نصوص تنتمي إلى مدرسة الشعر العامي أو الشعر المحكي الذي لضمته الشاعرة الطاهر بالخيط والإبرة لا تستعجل النتيجة بقدر ما تُعلن شعرها على كل مفردات القاموس الليبي الدارج مختزلة دلالات الحكمة وأشواق الأمس من خوابي الأمكنة وشجن الحنين وقوة الذاكرة (من غير دعاك ولا معارك، وفرصة تقرالي تتمعّن على عشان إللي مريِّض قلبه ولامغرور ويتزعبن يلقاها حجة وسبيلة ويتحجج يقعد بالهلبا ويغنيها في الطُبيلة وينسى إنه الدنيا مواقف ماتبي هلي يتلصق يمشيها ديما مع الواقف/ حرة نخربش ما يحلالي حر اتفكر ما يحلالك لكن عمري ما يتغيّر طبعي ولا نرضى العيشة الدونية ولا نخلي دمي في عروقي يصير إميّة، ولا نسامح هلي يضلمني ولا يسوى نكلة في سوقي وتقعد بيتيتي وأخلاقي تاج على جبيني وراسمالي قتلك حرة).