متابعات

ذاكرة ذات…رواية ترصد تحولات الشخصية الليبية

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

ندوة حوارية لمناقشة رواية (ذاكرة ذات) للدكتور “طاهر بن طاهر”

استضاف فضاء محمود بي الثقافي بالمدينة القديمة طرابلس ضمن فعاليات ليالي المدينة الموسم الصيفي لعام 2023م، ندوة حوارية لمناقشة وتوقيع أحدث إصدارات دار تالة للطباعة والنشر وهي رواية (ذاكرة ذات) للدكتور “طاهر بن طاهر” مساء يوم السبت 2 من شهر سبتمبر الجاري بمشاركة الكاتب والناقد “عبد الحكيم المالكي” في جلسة استمرت لنحو ساعة ونصف الساعة بحضور مجموعة النخب الأدبية والثقافية الفاعلة في المشهد الإبداعي الليبي، واستهل الناقد المالكي توطئة مقدمته بالتأكيد على أن العمل الروائي أصبحت خلال الآونة الأخيرة متنا للتأمل بعبارة أدق الروائي بقدرته الفنية وأساليبه الإبداعية يستطيع أن يقدم رؤيته في مسائل وقضايا متعددة ومتاينة تنطلق من الأنثربولوجيا الاجتماعية وتستمر إلى السياسة والثقافة والفكر، وأضاف المالكي بأن الرواية التي نحن بصدد مناقشتها رواية تأملية باقتدار وذلك بدءا من عنوانها الذي يعبر عن فكرة تأمل فبطل هذه الرواية شخص اسمه “المهدي” تركه الراوي يتحرك في كل اتجاه ولا ليس بالامكان تصنيفه أهو إنسان ظاهر أم إنسان يعيش في المُدنس أم هو بطل.

الفسيفساء النوعية
وأضاف المالكي بالقول : إن شخصية المهدي في العمل تقوم على إشكالية بينه وبين زوجته تتعدد جوانبها الفكرية واللغوية والمعيشية في الإطار ذاته، وأضاف المالكي أن الراوية صارت متنا للتحولات ورصد الحالات، وشخصية المهدي يُحلل ويتأمل ويُفلسف ومع تحقق الشرط الفني لن يشعر القارئ للعمل بالنشاز بمنأى عن المباشرة والسطحية، كما أعرب المالكي عن ملاحظات تتعلق بالجانب التقني في الرواية أولها أن الروائي سلح شخصيته بما يُعرف يالدعوة النصية حسب تسمية “سعيد يقطين” فضلا عن استخدام الكاتب للأساليب الإنشائية في ضوء أسلوب السؤال والنفي، وأشاد المالكي بحُسن توظيف الزمن واستخدامه داخل الرواية، وبيّن المالكي أن النصوص السردية الحديثة أصبحت فسيفساء نوعية واجناسية.

الشخصية المتحوَّرة والمتحولة
بدوره أوضح الروائي الدكتور “طاهر بن طاهر” أن رواية (ذاكرة ذات) لم تكن محض صدفة بل كانت نتاج سنوات من التجارب والتراكم الخبراتي مضيفا بأن من الجميل أن يعايش المرء الكلمة ويُحلِّق في سمائها فلا يكون الإنسان بالتالي محصورا كجواد مقيّد بعربة، وحول شخصية بطل الرواية بيّن بن طاهر أن البطل يمثل الشخصية الليبية القلقة المتحوِّرة والمتحولة والمشوهة هذه التحولات التي شهدتها ثمانينيات القرن المنصرم أسفرت عن نشوء مجموعة من التيارات بتجاذباتها وتضارب معتقداتها، وأكد بن طاهر أن رسالة الرواية تتلخص في أن الكلمة هي من تصنع الأفكار والأيدولوجية مما يجعل الكلمة أشد وقعا وأقوى من العقائد الأيدولوجية، لافتا في آن الوقت بأن الرواية ليس حبكة أو حكاية بقدر ما هي فكرة تعبر عن حزمة من الأفكار والرؤى والقراءات، لكن قد تكون الحكاية جزء من المتن الروائي بيد أنها لا يمكن أن تشكل جوهرا للعملية الإبداعية وتابع بالقول : برغم كل ذلك نجد اليوم أن الرواية تجاوزت حتى المفاهيم الشكلية وأصبحت اللغة والرؤية هما ما يربط العمل المتماسك، فيما أكد بن طاهر كذلك بأن واقع النبذ والاقصاء السياسي والثقافي الذي تضيء عليه الرواية ظاهرة قديمة تعاني منها مجتمعات العالم الثالث ككل دون استثناء، وتناول بن طاهر إشكالية النقد الأدبي موضحا بأنها لا تكمن في نصوص النقد بل إن إشكاليته في المرجعيات الفلسفية والإنسانية.

مقالات ذات علاقة

انتعاش الصحافة الليبية بعد الثورة

المشرف العام

جلسات حول الآثار الليبية بـ«مهرجان من أجل ليبيا» في تونس

المشرف العام

وزارة الثقافة تُطلق فعاليات موسم الصيف الثقافي بأصبوحة شعرية ومعرض فني

مهنّد سليمان

اترك تعليق