طيوب النص

نص: رغبة

من أعمال التشكيلي الليبي توفيق بشير
من أعمال التشكيلي الليبي توفيق بشير

لا رغبة لي أن أغرق في الحروف.. كذاك الأفريقي الذي  اغوته شمس الشمال في الأفق، لكنه احترق أو غرق..

أرغب في التأمل.. جالسة او سائرة.. اراقب البشر العجولين.. الى أين؟ اسأل نفسي.. تبدو أنيقة تتجه لاجتماع أو مقابلة، وتلك الباسمة مشرقة الوجه ترتدي لباس الرياضة، والأخرى تتكدس الهموم على كتفيها.. ذاك الواثق في خطوه كأنه امتلك العالم، والآخر الذي تتثاءب خطاه وتتأخر عن ذهنه الشارد ، ومسرع الخطوات وهو يتفادى المارة حتى لا يفوته الموعد.. وقطة تتأمل في زاوية بين شارعين!

أتأمل الطرقات وهي تأخذني مستسلمة على غير هدى، والأشجار التي بدأت تنفر عروقها بعد شتاء قارس، وأبواب المحلات الموصدة، والمقاهي المعتمة تنتظر من يفتحها ويضيئها. اعشق النوافذ العالية حيث الأفلام دون سكريبت واضاءة ومكياج، والحدائق المعلقة في الشرفات، والأمهات يمسكن أيادي أطفالهن المحملة ظهورهم بالحقائب.. ترى اي مستقبل لهم؟ وانفلات أصوات التلاميذ في اوقات الفسحة تعلن الحرية المؤقتة..ورائحة المخبوزات المتسللة والطبيخ المنفلت من الطناجر والبيوت نحو أنوف المارة…وحتى الخصام والحب واللقاءات…

لا أريد كتبا.. أريد حياة.. أن أرى ما يكتبون بنفسي، أكون الشاهد والراوي وبطل القصة أو شخص من شخوصها…

لا أريد حروفا متراصة او مبعثرة.. ألا اقرأ (آه) تقضم سطرا من صفحة .. أن اسمع الصرخة وأن أرى المشهد كاملا أو مجزءا أو مبعثرا، امزجه بخيالي ككوب كابتشينو مرغى واحتسيه على مهل قصة لي دون سواي.

الحياة تأمل.. فلتسقط الجدران ولنستحم بالشمس ونسبح في مياه الحقيقة.

مقالات ذات علاقة

قبضة الوقت

غزالة الحريزي

سيرة ومسيرة…

زهرة سليمان أوشن

خواء

عبدالسلام سنان

اترك تعليق