عبدالحكيم عامر الطويل
سألني الكثير من الأصدقاء عن أهرامات ليبيا ..
أقول لهم لن أحدثكم من صفحات الكتب ولكن من أمامها وبينها، حيث زُرت شخصياً أهرامات الخرايق في منتصف المسافة ما بين قرية القراقرة إلى شرقها بنحو 1.75 كلم وقرية الخرائق التي أخذت اسمها إلى الغرب منها بذات المسافة … على بعد نحو 14 كلم إلى الشرق من مدينة جرمة الأثرية .. وصورت بجانبها كذلك (الصورة المرفقة) …
فوجدتها غير متقنة الصنع وأقل من 2 متر في طولها، كما زُرت أهرامات الحَطِية إلى الشرق من قرية الحطية بنحو 2 كلم وبنحو 18 كلم إلى الشرق من وسط مدينة أوباري وصورتها … وللأسف فاتني أن أصور بجانبها .. فوجدتها ذات 4 إلى 5 أمتار في الطول .. وتتميز بفتحات مربعة على جوانبها وقمتها المسطحة لا المدببة.
هذه الأهرامات هي كلها قبور أثرية تتواجد بجانب بعضها في مقابر تقع في ضواحي مدينة جرمة الجنوبية البعيدة نسبياً… لكنني لم أجد مصدر موثوق يذكر لنا تاريخها، هناك العديد من الأرقام لكنني لا أثق إلا في رقم يعتمد على تحليل مخبري إشعاعي لأحد قبور هذه المقابر وأنا لم أطلع على مثل هذا البحث بعد.
ليس لي الآن إلا أن أقول بأن المصادر اتفقت على أنها قبور جرمانتية، وأول مستوطنات هذه الحضارة وأقدمها عثر عليها على سفح جبل زنكيكرة مع أنه ليس شرط أن يكون هو فعلاً المكان الأول فربما هناك مواقع أقدم لكن لم تصلها أيادي الباحثين بعد ..
على أي حال يُقَدِّرون عمر مستوطنة زنكيكرا بأنها تأسست 1100 سنة قبل الميلاد … أي منذ أكثر من 3100 سنة .. ومن المعروف أن جرمة وصلت أوج قوتها في منتصف القرن الميلادي الثاني .. أي في 1500 مئات .. أي بعد نشوئها بنحو 2600 سنة!
على هذا، وما لم يثبت لنا تحليل ما أن هذه الأهرامات هي أقدم من نشوء مدينة وحضارة جرمة بالطبع … فإن هذه التقديرات لا تجعلها أقدم من أهرامات مصر ولا أهرامات السودان ..
فتلك أعمارها حسب أحدث البحوث من 10000 إلى 30000 سنة قبل الميلاد! بل البعض يمد في هذا التاريخ إلى 40000 سنة قبل الميلاد! على أي حال عدم وجود تحاليل بأعمال حفريات جرمة لا يجعلنا نجزم بأي شيء، فقد تكون أقدم من كل هذه الأحقاب أو في عهدها لا أدري.
على أي حال عليكم الحذر من الكثير من الصور التي يخلط الجهلة بينها وبين الأهرامات الليبية والمصرية والسودانية، أكيد أغلبنا يميز أهرامات الجيزة في مصر .. لكن الأهرامات ذات البوابات المهيبة المستطيلة المرفق صورة منها هي في السودان ولا علاقة لليبيا بها