قصة

صندوق الوارد

زاجل

بحجم السماء ، بعمق البحار اتسعت مساحته لم يُوهن ، يؤرشف الذكرى ، يصطاد الكلمات يظهرها ، يشاكسه لينظر إليه ؛ لم تظهر بعد علامة المساحة الإجمالية لا تستوعب مزيدَ الرسائل .

مدّ يده خلسة ،سحبه سحبا من جيبه المنسيّ ، نظر فيه ، قلّبه تقلّب قلبه وعيناه معا، أشعر نفسه أنه أقوى من كل الذكريات .

قال في نفسه :

امّحت وأنا متأكد ما ثمة رسالة مهمة تجول بين التطبيقات !

صوت التلفاز مرتفع ، تصدح نشرة الأخبار بحصاد قتلى قتلوا وانتهى الأمر.

دخل على صندوق الوارد كأنه ولج من سم الخياط ، من باب موارب ، من شرفة معلقة في الهواء ، من قاطرة تعبر جسر قطعت أوصاله في قلب بحر ، من قلب ميت ، من ثقب في الذاكرة ..أوزون …شعرة مستلة من تحت الأذن .شعور مليء بذلك

وقف إبهامه هنيهة ، كأنه يحجم عن الدخول ، ظل مدة خمس دقائق يكلم نفسه : افتح ! لاتفتح

أخيرا تدخلت السبابة لتقتحم اللحظة الأولى بضغط زر الرسائل فصندوق الوارد : انبلجت رؤوس الأقلام :

حبيبي أين أنت …؟

المفوضية العليا تدعو

(3)مكالمات فائتة  

ليش تأخرت ؟

إنت وين ؟ العيلة تراجي فيك؟

اليوم حبيبي طالعين البحر

رُدْ ..رُدْ أنِا جمعة

لقد قمت مسبقا بالاشتراك في خدمة …

تم تحويل 3000درهم إلى ..

ربي ما يكسرلك خاطر…

بارك الله فيك وجزاك الله خير….

الشبكة تعبانة ليا ساعة أنحـــاول

أمك قالقة عليك رُدْ

المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ..

تعمل فيا معروف جيب السيارة

(10)مكالمات فائتة

تتقدم شركة ليبيانا بتهنئتكم بعيد الأضحــى

وأخيرا ….(وداعــــا حبيبي )

ألقاه وقلبَه معه …اختنق …تجشأ ..خرج من قمقمه ،تركه وصندوقه ملقيا على الأرض ، مشى مسافات طويلة ،لم يدرِ إلى أين ينطلق ، أقسم ألا يجعله في جيبه ، وجد نفسه على شاطئ البحر أحدهم يكتب رسالة نصية ؛ اقترب منه ، اختلس نظرة نحوه! وجده يجتهد ليتصل..   لحظات وردتْه  رسالة ًمختومةً بــــ”وداعـــا حبيبي “…..

 

مقالات ذات علاقة

علامات

المشرف العام

تكوين

نعيمة اقوية

مشروع قصص

محمد دربي

اترك تعليق