رامز رمضان النويصري
مع التطور الكبير الذي شهدته عديد المجالات، سنجد إن للتطور التكنولوجي أثر كبير، وبالغ الأثر فيها، ويعد مجال الاتصال الإلكتروني أحد فروع التكنولوجيا التي عرفت تطوراً سريعًا مس جميع مناحي الحياة، خاصة وإنه صار بفضل تطور الإلكترونيات، ونقصد الإجهزة الألكترونية، قريباً جدًا من متناول اليد، يلبي حاجة الفرد، بداية من إجراء الاتصالات اليومية، إلى البحث في الشابكة، إلى التعلم والتعليم.
ووعياً منها بأهمية هذه التقنيات الحديثة وأثرها في العملية التعليمية، صدر للأستاذة “سعاد سالم أبوسعد” كتابها المعنون (التعليم الإلكتروني واستراتيجيات التعليم والتعلم الحديثة في العلوم القانونية)، عن دار الحكمة للطباعة والنشر، بطرابلس، العام 2022م. في 134 صفحة.
الكتاب وكما يبوح به عنوانه، تناول مسألة التعليم الإلكتروني واستراتيجيات التعليم والتعلم، فيما يخص العلوم القانوينة. فيما يخص التعليم نجد إن الكاتبة متخصصة في القانون دراسة وتدريساً، إضافة إلى حصولها على الملكية الفكرية في تطوير التعليم القانوني في ليبيا 2020م، من وزارة الثقافة، أما الجانب اللإلكتروني فهو اهتمام وشغف بهذه التقنية، تناولته في أكثر من بحث ودراسة نشرت وشراركت بها في أكثر من مؤتمر.
التعريف بالكتاب
في مقدمة الكتاب تقول الأستاذة سعاد: (أصل هذا الكتاب عبارة عن بحوث قانوينة مجازة ومحكمة ومنشورة في مجلات علمية دولية وداخلية، وهي نتاج تجربة شخصية للباحثة خاضتها في أروقة قاعات الدرس بكلية القانون، مواكبة بذلك ما استجد من استراتيجيات تدريس حديثة،…، فعمدت للبحث في هذا الموضوع ودراسته دراسة دقيقة)1.
كما توضح الكاتبة في المقدمة أيضًا، استجابة الطلبة لهذ التقنيات: (والملاحظ مؤخرا اهتمام الطلبة في كلية القانون بالآليات الرقمية، لما لها من دور في تبسيط المعلومة القانوينة، لذا فكان البحث في هذا الموضوع نتاج تطبيق عملي في جزء منه، وقد تم تحديده بعناية، فهو يرتكز على مدى التأثير والتأثر الفعال في إدماج الوسائل الإلكترونية في العملية التعليمية القانوينة، وانعكاس ذلك على تبسيط المعلومة ونقلها بطريقة سلسلة ومدى استفادة الطالب منها وتنمية الملكة الفكرية والقانوينة له)2.
أهمية الكتاب
تتمثل أهمية هذا الكتاب في جديته، وسعيه ناحية إحداث نقلة نوعية في طريقة التعليم والتعلم، ليس فقط فيما يخص تدريس القانون، إنما يمكن سحب هذه النقلة على التعليم الجامعي في مختلف تخصصاته.
اللغة السلسة والبعية عن التعقيد في إيصال مضمون بحوث الكتاب، وموضوعاته المختلفة، إضافة إلى تزويد الكاتبة بعديد المرسومات والمخططات التي تساعد على فهم وإيضاح المحتوى العلمي لمادة الكتاب، ونقل المعلومة بشكل مفصل للمتلقي.
الإحاطة بموضوع الكتاب، من خلال أبوابه، وتضمينه العديد من التطبيقات والعملية والنتائج والتوصيات، ويمكننا القول أنه يمكن اعتماد الكتاب كمنهج لأساتذة الجامعات الليبية.
وفي تقديم الاستاذالدكتور علي أحمدشكورفو (أستاذ القانون الخاص بكلية القانون جامعة مصراتة) للكتاب، الكثير من النقاط ذات الصلة بأهمية الكتاب واحتياج إليه فيما يخص تدريس المواد القانونية.
محتويات الكتاب
قسمت الأستاذ سعاد أبوسعد موضوعات الكتاب في 4 فصول، جاءت كالتالي:
الفصل الأول: استخدام تكنولوجيا التعليم في تدريس العلوم القانونية. وتضمن مبحثين، قسما كالتالي:
المبحث الأول: دور التكنولوجيا في تنمية المفاهيم ومهارات التفكير القانوني.
- المطلب الأول: مكونات العملية التعليمية ومدى توافقها مع التكنولوجيا الحديثة.
- المطلب الثاني: الخرائط الذهنية ودورها في إثراء المكتبة القانونية.
المبحث الثاني: المعضلات التي تواجه العملية التعليمية الحديثة.
- المطلب الأول: مدى مواءمة المناهج الدراسية بكليات القانون مع التطور التكنولوجي.
- المطلب الثاني: إعداد وتصميم الوسائط الإلكترونية.
تناول الفصل الثاني: الخرائط الذهنية الرقمية. وقسم إلى مبحثين أيضاً:
المبحث الأول: الخرائط الذهنية الرقمية… استراتيجية تدريس حديثة.
- المطلب الأول: مفهوم الخرائط الذهنية والتمييز بينها وبين الخرائط الذهنية الرقمية.
- المطلب الثاني: الخرائط الذهنية الرقمية… استراتيجية تدريس حديثة تُسهم في تنمية الملكة القانونية.
المبحث الثاني: تطوير مُقررات القانون العام باستخدام إستراتيجية الخرائط الذهنية الرقمية
- المطلب الأول: بيئة التعليم الإلكتروني ومعوقات تطوير قدرات الأستاذ الجامعي.
- المطلب الثاني: تطبيقات عملية لخرائط ذهنية رقمية في مقررات قسم القانون العام أنموذجاً.
أما الفصل الثالث: دور التدريب القانوني. فجاء في مبحثين، هما:
المبحث الأول: أهمية التدريب القانوني (الماهية – الأهداف – مجالات العمل).
- المطلب الأول: ماهية التدريب القانوني.
- المطلب الثاني: أهداف التدريب القانوني ومجالاته.
المبحث الثاني: آليات التدريب القانوني ودورها في تطوير مهارات الطالب.
- المطلب الأول: آليات تفعيل التدريب القانوني عملياً.
- المطلب الثاني مدى فاعلية تطبيق آليات التدريب القانوني
أما آخر الفصول، الفصل الرابع: دراسة تحليلية. فجاء في مبحثين:
المبحث الأول: الطبيعة القانونية للائحة تنظيم نمط التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد.
- المطلب الأول: مُسببات صدور اللائحة وأهمية تفعيلها.
- المطلب الثاني: المرتكزات القانونية التي اعتمدتها لائحة نمط التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد
المبحث الثاني: الأحكام العامة المعنية بالتعليم الإلكتروني في التشريعات الوطنية والدولية.
- المطلب الأول: النطاق القانوني للائحة نمط التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد وأهدافها.
- المطلب الثاني: حماية حقوق الملكية الفكرية والعلمية للمحتوى الإلكتروني المقدم من قبل عضو هيئة التدريس
هذا إضافة إلى، الخاتمة.
في الختام
أختم بمقدمة تقديم الأستاذ الدكتور علي أحمدشكورفو، التي يقول فيها: (إن هذا المؤلف الموسوم بـ(التعليم الإلكتروني و استراتيجيات التعْلِيم و التَعَلُّم الحديثة في العُلُوم القانونية)، اقتحمت فيه مُؤلِفته مَوضوعاً يتسم بالجِدة و الجِدية، يتوجس الكثير خِيفة من الدخول فيه، لارتباطه بثورة المعلومات وتقنياتها الحديثة الدقيقة والمتسارع. اتسمت فيه مُؤلِفته مَوقفاً يكاد يتميز بِالتفرُد، يهدف إلى تطور التعليم القانوني بإدماج الوسائل الإلكترونية في أداء العملية التعليمية في مجال العلوم القانونية، بإحداث نقلة نوعية في الاستراتيجية التعليمية، ونشر ثقافة التدريب القانوني، التي نحن في أمس الحاجة إليها، لمواكبة التطور الرقمي المُتسارع، وتنمية مهارات التفكير القانوني، بِما ينعكس إيجاباً على مخرجات كليات القانون المنتشرة في ربوع بلادنا الحبيبة)3.
هوامش:
1- سعاد سالم أبوسعد (التعليم الإلكتروني واستراتيجيات التعليم والتعلم الحديثة في العلوم القانونية)، دار الحكمة للطباعة والنشر، طرابلس، ط1، 2022م، ص: 5.
2- المرجع السابق، ص: 6.
3- المرجع السابق، ص: 3.