طيوب المراجعات

مالم تخبرني به أمي

كتاب (مالم تخبرني به أمي) للكاتبة سهير يونس
كتاب (مالم تخبرني به أمي) للكاتبة سهير يونس

في جلسة مسائية، انتهيت من كتاب (مالم تخبرني به أمي)1 بكورة أعمال الكاتبة سهير يونس، الذي تدخل به عالم الكتابة من باب الكتابات الاجتماعية، بأسلوب مباشر بعيد عن التكلّف، في حوالي 79 صفحة، من القطع المتوسط.

عبر الكلمات، تخبرنا الكاتبة عن تجربتها، من خلال بداية كانت تنظم الكلمات عمودياً، كلمة تحت كلمة، ربما خوفاً أو عدم ثقة، قبل أن تملك القوة على جمع الكلمات في جمل، وفقرات.

الكاتبة تهدي الكتاب لروحة رفيقة، نصحتها ذات يوم: (تأكدي من صلابة الأرض التي تقفين عليها)، وأخبرتها بما لم تخبرها به أمها عن الحياة.

في خطوة أولى، تستأذن الكاتبة القارئ في لحظة، تعليلاً لاختيارها عنوان الكتاب، فتقول: (اختياري لاسم كتابي هذا لا يعني تقصيراً من أمي رحمها الله، فأمي كانت امرأة طيبة جداً، تنقصها أشياء كثيرة لتكون امرأة متعلمة، ولكن لا ينقصها شيء حتى تكون أم)2، وتختم هذه المقدمة بقولها: (أمي من فرط طيبتها ظنت أن كل الناس مثلها، فافترضت أن لن يؤذيني أحد، لذلك لم تخبرني أموراً عن الحياة).

تضمن الكتاب حوالي 15 مقالة اجتماعية، تتحدث عن الكثير من أمور الحياة، بحيث تقدم لكل مقالة باقتباس يقدم لموضوع المقالة.

تنوعت موضوعات الكتاب، من خلال التجارب الحياتية والاجتماعية التي تناولتها الكاتبة، وهي جميعها مواضيع نصادفها كثيراً وربما بلا خبرة مسبقة، سواء بالتجربة أو بالنقل عن الأهل، وبشكل خاص الأم، فهي المصدر المعرفي الأول لأي فتاة، ومادة الكتاب تؤكد هذا الحقيقة بشكل غير مباشر، وتدعو المرأة إلى الاستفادة مما يتاح من تجارب، وتحثها عن الجهل، بالسؤال؛ فهو مفتاح المعرفة.

تعتمد الكاتبة في كتابة مقالاتها أو موضوعاتها، على تقنية التعليق وتقديم الفائدة. فهي تستفتح المقال بقصة واقعية عايشتها، أو سمعت عنها، أو بحقائق ووقائع، ثم تعلق على هذه المقدمة من خلال المعارف والخبرات التي جمعتها الكاتبة، وخلاصة تجربتها الشخصية.

عمدت الكاتبة إلى تضمين موضوعات الكتاب، بجملة من الأحاديث الشريفة، والحكايات والمواقف، والاقتباسات، جمعت فيما بينها بلغة مباشرة بعيدة عن التكلف، سهلة في مفرداتها، عميقة في معانيها، والقارئ للكتاب سيشعر وكأن الكاتبة من تقرأ الكتاب له، في هدوء وبطيء إيقاع. خاصة وإن الكاتبة لا تعمد إلى الجمل والفقرات الطويلة، وهو أسلوب كتابة نجده منشراً هذه الأيام، لقدرته على تتبع الفكرة، والإحاطة بالموضوع.

ختاماً، وإن كان حجم الكتاب صغيراً، إلا أن فيه الكثير من الفائدة، وأنصح أن يكون في مكتبة كل فتاة، او أن يكون ضمن الكتب الموصى بها للفتيات، فهو موجه بشكل مباشر لهن، وللفائدة التربوية التي يتضمنها، واستطاعت الكاتبة سهير يونس، أن تلخصه بسهولة ويسر.

_________________________________

1- سهير يونس (ما لم تخبرني به أمي)، دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع، طرابلس، 2021م.

2- المصدر السابق، ص: 7.

3- المصدر السابق، ص: 7.

مقالات ذات علاقة

أبو ظهير” يقرأ النصوص الليبية

رأفت بالخير

الصادق النيهوم.. مثقّفٌ على يسار السّلطة

محمد الأصفر

أساليب الهروب (خوفاً من الحرية)

علي عبدالله

اترك تعليق