المقالة

بناء الدول يحتاج الى رجال دولة

صورة عامة لمدينة طرابلس (الصورة: عن الشبكة)
صورة عامة لمدينة طرابلس (الصورة: عن الشبكة)

يقف وراء بناء الدول وتقدمها وتحقيق رفاهية مواطنيها.. ونشر العدل في ربوعها.. وتوفير الامن بكل مدنها وشوارعها.. ومنح حياة كريمة لكل من يعيش داخلها.. رجال لهم مواصفات خاصة لا تتوفر عند الاخرين ولا يملكها كل الحكام ومن يجلسون على الكراسي.. مواصفات تحولهم الى رجال دولة بكل معنى الكلمة.. مواصفات تتمثل في نكران الذات وترك المصالح الخاصة سوى كانت شخصية او جهوية.. رجال جعلوا الوطن همهم الوحيد حتى لو كان ذلك على حساب انفسهم واهلهم وحياتهم.. فنجح مثل هؤلاء في بناء دولهم لتكون في مقدمة الدول الاخرى.. فربحوا انفسهم واوطانهم واهليهم.. فخلدهم التاريخ واصبحوا ابطاله.

فهل لدينا في بلادنا مثل هؤلاء الرجال الذين يمكن ان ينكروا ذاتهم ويتركوا مصالحهم الخاصة الشخصية والجهوية من اجل ليبيا.. حتى يمكن ان يبنوا دولة في مستوى الطموحات.. دولة تحقق العدالة وتنشر الامن وتمنح الحقوق وتوفر المساواة بين كل مواطنيها دون أي تفرقة مهما كانت الاسباب و الشخوص.. دولة يجد فيها كل مواطن كرامته ومكانته وينال حقوقه دون مساومات وتنازلات وفساد.. دولة يصبح اسمها فخر وذكرها شعر وحروفها موسيقى يتغنى بها كل مواطنيها بأعلى صوت وبأجمل كلمات واحلى الالحان بكل حب ومحبة وصدق دون ثمن او فرض او تذلل.. فهل هناك بيننا من يمكن ان يحول هذه الاحلام الى حقيقة.. ويجعل من الاوهام واقع يمكن ان نعيشه ونتمتع بمخرجاته..

للأسف الواقع المعاش يخبرنا غير ذلك تماما ويقدم لنا صورة مشوشة لا امل فيها ولا اماني.. حيث يمنحنا اناس وحكام كل همهم السلطة والكراسي لا اكثر.. حكام وطالبي سلطة اول ما يفكر فيه احدهم عندما يتقدم لأي موقع مسؤولية او يقدم خطة للوصول الى ذلك الموقع او يقوم بعمل في سبيل ذلك هو ان يضع نصب عينيه مدى الاستفادة الشخصية وراء كل ذلك قبل كل شيء.. ويفكر فيما سيجنيه من مكاسب وكيف يتحصل على نصيبه من هذا العمل او ذاك.. فأن لم يتحصل على ما يريد ترك ذلك العمل دون اكماله وان لم يجد ما يريد تركه قبل حتى ان يبده..وحتى ان وجد من ينكر ذاته ويريد العمل من اجل الوطن سيجد في طريقه من يستغل ذلك العمل لمصالحته ليضيع كل الجهد الذي بدله صاحبه وينتهي مجهوده دون اي فائدة.. وهذا ما جعل الكثير من الوطنيين يبتعدون عن الساحة ليتركوها لإصحاب المصالح الضيقة والنفوس الضعيفة التي تغلغلت في مفاصل الدولة وانتشرت كالوباء الذي لا علاج له حتى الان.. فهل يأتي من يكون في مستوى المسئولية ويجعل الوطن فوق كل اعتبار وينكر ذاته ويترك مصالحه الخاصة بعيدا ويعمل من اجل الوطن دون غيره.. ويكون فعلا ومن معه رجال دولة يعتمد عليهم ويبنى بوجودهم وطن ودولة حقيقية تقودها القانون والمؤسسات لا الافراد و الجهويات والنفاق والتطبيل والمزيدات.

مقالات ذات علاقة

الأدب والأخلاق

عمر أبوالقاسم الككلي

عن محمّد حسن …ذِكَرتك وجنبي شمعة !

المشرف العام

تفسير لشمول الإسلام

محمد خليل الزروق

اترك تعليق