مع بداية العام الميلادي الجديد 2018م انطوت صفحات عام سابق.. عام زاخر بالأحداث المهمة في الوطن ليبيا، وكذلك بمرور العديد من المناسبات السعيدة والغير سعيدة التي عشناها في بلادنا الحبيبة، التي تعد واحة أمن وسلام لخير الوطن والمواطن عما قريب بأدن الواحد الاحد.
والأمنيات التي يفكر الإنسان في تحقيقها هذا العام كثيرة، ولكن تحقيقها يحتاج إلى العزيمة والإرادة والكثير من الصبر والمثابرة. فالحياة مجموعة من الأمنيات والأحلام التي تداعب خيال البشر كل يوم، ولكنها تكون حاضرة في حياتنا، كلما فكرنا في المستقبل. والأمنيات الإيجابية هي الأمنيات التي يعيشها الإنسان الواقعي والطموح، إذا تؤكل على الله أولاً، و بالقدرة على مواصلة العمل، والاستعداد لمزيد من الإنجاز والاعمال المؤاكلة لكل واحد فينا .
وفي بداية هذا العام لابد من تهيئة النفوس لاستقبال هذا العام بشكل إيجابي، حتى نمكن أن نحقق بعض من أهدافنا في الحياة. وينبغي أن نعود أنفسنا على استخدام اللغة الإيجابية والمنتقية لغة الحوار البناء، لتحفيزها على البذل والعطاء، والبعد عن السلبية في القول والعمل.
في هذا العام الجديد ينبغي ان نهتم بكل ما يجعلنا في اعمالنا الجيدة، وأن نحافظ على عقيدتنا الإسلامية السمحة ضد التيارات الهدامة والفتن بيننا ، والثقة بغدٍ قريب يكون أفضل، وأن نتخلص من أي شعور بالوحدة أو الفرقة بيننا ، وأن نسعى جميعاً للتعاون في كل جانب من جوانب الحياة. كما أن علينا أن نطور من ذواتنا لنكون أفضل في الغد مما كنا عليه بالأمس أو اليوم.
إن مناسبة بداية أي عام جديد هي فرصة جيدة لرسم ملامح المستقبل المشرق سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع. إن كل واحد منا يمل الى التجديد في كل الأمور، ويبحث دائماً عن الجديد في هذا العام بكل ما يحمله من آمال وأحلام وفرص وتحديات ومنذ سبع سنوات من الانقسام عن المصالحة والوحدة الوطنية والسعي لأنهاء الانقسام حتى اصبحنا أن نكره هذه الكلمات وتشكل حاله من النكد الشديد وانا اسمع لمن يقولها ولا اصدقه ابدا واعرف انه يتحدث من اجل تنميق الكلمات والتغني فيها ولا أحد من ابناء شعبنا يصدق ما يقول.
بعد ان وصلنا الى مراحل متقدمة من هذه المصالحة الوطنية علينا ان لا نرجع الى التصعيد الكلامي والاعلامي بيننا عبر وسائل الاعلام المختلفة حتي أصبحنا نكره ان نصل الى مرحلة الخلف والانشقاق حتى لا نرجع الى الخلف در ونعود الى المربع الاول من هذه الكلمة وباتت هذه الكلمات بكل انواعها لا تعني أي شيء لنا.
مع بداية العام 2018 هذا العام هو عام الوحدة الوطنية والمصالحة وايضا ان العام الجديد سيكون عام يبشر بانه ستكون هناك مفاجئته سيفرح فيها الشعب الليبي وانهاء الانقسام بيننا.
حتى نصدق وعود المتخاصمين الذين يتحكمون بمفاصل الدولة من اعضاء الحكومات والبرلمان نريد ان نرى المصالحة على ارض الواقع وانهاء الانقسام وحل كل مشاكل شعبنا الليبي خلال عام 2018 ونطوي صفحات الانقسام منذ عام 2011 وحتى الان.
باختصار تعبنا وملينا وزهقنا وفقدت تلك الكلمات معانيها واصبحت تشكل عبئ نفسي واجتماعي وإقتصادي علينا ان تتحول الى حقيقة نراها على ارض الواقع ونحن ندفن كل الماضي في حفره وردمها ونضع عليه شاهد نقول اخر مره لن تتكرر ولن نعود الى ما كان بالسابق ونريد ان نفتح صفحه جديده نعود فيها السلام والامن والامان بيننا .
للمصالحة العديد من الآثار، من بينها إزالة دواعي الحقد الاجتماعي بين الناس وإشاعة العفو والصفح بينهم وتنمية روح الإخاء والتعاون من أجل تحقيق الصالح العام، بذلك تتفرغ النفوس بالمصالح بدل جدها وانهماكها في الكيد للخصوم وهكذا تحل الألفة مكان الفرقة ويستأصل داء النزاع قبل استفحاله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى” رواه مسلم، والتعامل مع الناس بالتي هي أحسن يشعر الجميع بالارتياح فلا حقد ولا كراهية مما يساعد على خلق ثقة متبادلة بين أبناء المجتمع ولا جهوية او قبيليه،
ومن بين الآثار أيضا، حقن الدماء التي قد تراق بين المتنازعين، وصيانة أعراضهم، وحفظ أموالهم من التبديد، لأنّ شريعتنا تنهانا عن سفك الدماء أو صرف الأموال خارج أوجهها المشروعة كما ورد في الحديث النبوي الشريف: “كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه”، وترسيخ ثقافة السلام والأمن والبناء والاستقرار، ونبذ ثقافة التمزق والهدم وعدم الاستقرار.
وبناءا عليه على المجتمع المدني الاحزاب السياسية والحكومات ومجلس البرلمان والامراء العسكر التي تدرك هذه الصورة وأن تعرف العوامل المؤثرة على حركة المجتمع الإيجابي منها والسلبي بالعمل على تمكين العوامل الإيجابية للتفاعل لدفع حركة المجتمع إلى آفاق أعلى وأوسع من البناء والاستقرار، وسد الطريق أمام العوامل السلبية التي تتفاعل لدفع عملية حركة المجتمع نحو الانحطاط والهدم وعدم الاستقرار.
ونجد كذلك نمو الحس الاجتماعي لدى أبناء المجتمع من خلال شعورهم بمواجع الآخرين والمساهمة الفعالة من أجل تخفيفها أو إزالتها فالضمير الجماعي الحي والمتيقظ يدفع صاحبه للمساهمة في التضامن مع الآخرين والتخلص من الأنانية، وبذل الجهد في الإصلاح بين الأشقاء وخلق جو من الصفاء النفسي والتراضي والقبول الاجتماعي فيما بينهم فالمؤمن الصادق لا يحس بالطمأنينة إلا برؤية أبناء مجتمعه يتفاعلون على هيئة جسد واحد متآلف ومتكامل، ومن لم يهتم بأمر مجتمعنا نحن الليبيين فهو ليس منا.
مع قدوم العام الجديد…. تفاؤل الي الخير والسلام لبناء الوطن ليبيا
حفظ الله الوطن ليبيا …
طرابلس / ليبيا – يوم الاحد الموافق 7 / يناير /2018م