متابعات

حوارية تفتح النقاش عن ثقافة التعامل مع الكوارث

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

حوارية بعنوان (ثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية)

مواكبة لأحداث إعصار دانيال وتداعياته المدمرة وما أسفر عنه من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية أقامت وزارة الثقافة والتنمية المعرفية بقاعة لبدة بفندق كورنثيا في مدينة طرابلس الفاعلية الحوارية المعنونة (ثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية)، وذلك صباح يوم الخميس 26 من شهر أكتوبر الجاري بمشاركة ثلة من البُحّاث والأساتذة والخبراء، وافتتحت الفاعلية التي قدمها كل من الإعلاميين “خيري سويري”، و”معاذ الشيخ” بآيات بينات من الذكر الحكيم، والنشيد الوطني، بعدها بُث شريط تسجيلي يوثق ما مرّت به مدينة درنة ومناطق الشرق الليبي ولحجم الدمار والخراب نتيجة إعصار “دانيال” المدمر، تلتها كلمة ألقتها السيدة “مبروكة توغي عثمان” وزير الثقافة والتنمية المعرفية حيث أكدت خلال كلمتها على أهمية ثقافة الحوار والعمل الفعال على جميع الأصعدة للبناء وتجاوز المحن والأزمات ومواجهة التحديات، ثم تلتها كلمة ألقاها المهندس “مصطفى جحا” رئيس مركز البيروني للاستشعار عن بعد الذي قدم شرحا لعمل المركز وما يتضمنه من أفكار ودراسات والمشاريع البحثية من مختلف الجامعات ولمراحل مختلفة من الدراسات العليا للتعليم العام والتقني من خلال مشاريع التخرج ورسائل الماجستير والدكتوراه، مشيرا إلى أن كل هذه المعيطات قد ساهمت في إنتشار تطبيقات استخدام هذه التقنيات في البحث العلمي، موضحا بأن مشاركة المركز في هذه الحوارية تنبع من ثقتنا الكاملة للأهمية الكبرى للثقافة والمثقفين، والإيمان العميق بالدور الذي تشكله الثقافة في حياتنا، وأعقبها كلمة لوكيل وزارة البيئة السيد “احنين معاوي”، وكلمة للجمعية الليبية للاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية.

اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي والطبيعي

فيما عُقدت لاحقا الندوة الحوارية في ضوء جملة من المحاور التي ركزت على عدة تشعبات في مسألة ثقافة التعاطي والتعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية وما نحوها، واستهل الباحث المهندس عبد المطلب أبو سالم” مشاركته بورقة بحثية حملت عنوان (اتفافية منظمة اليونسكو لحماية التراث الثقافي والطبيعي-مواقع التراث الطبيعي الليبية المدرجة في قوائم التراث الدولية) مشيرا في تطوئته إلى أن التراث لفظ يطلق على جل الحضارات التي تتوارثها الأجيال، وهي نتاج تجارب البشرية في ميادين العلم والفكر واللغة والأدب بل يمتد الأمر ليشمل جميع النواحي المادية والوجدانية للمجتمع من فلسفة وفن وعمران، كما بيّن أبوسالم أنواع وأشكال التراث الثقافي وتقسيماتها الموزعة على التراث الثقافي المادي واللامادي والمنقول والأثري والعمراني والوثائقي وغيرها علاوة على تعريج الباحث على إتفافية منظمة اليونسكو لعام 1972م المتعلقة بالتراث العالمي في إطار تحديد أهم مواقع التراث الطبيعي والثقافي العالمي لحمايتها وصونها، في المقابل كشف الباحث أبو سالم عن العوامل المُهددة للتراث الثقافي مثل العوامل الطبيعية والمخاطر الداخلية والخارجية، والعوامل البشرية، مستعرضا القوانين والمواثيق الدولية الصادرة عن المنظمات الدولية في هذا المجال، كما أوصى الباحث أبو سالم في ختام ورقته بإنشاء نيابة مختصة في جرائم الاعتداء على التراث الثقافي، مشددا على تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، وتحليل الوضع القائم والظروف الراهنة فضلا عن إنشاء قائمة وطنية لتسجيل وتوثيق الممتلكات الثقافية والإرث الثقافي.

قراءات عن الظواهر الزلزالية

بينما شارك الخبير الجيولوجي “عبد الرزاق أحمد الشهويدي” بورقة علمية حول قراءات عن الزلزالية في ليبيا مضيفا بأن الزلازل إحدى المخاطر الطبيعية الكارثية المدمرة التي تحدث مفزعة للإنسان تاركة دمارا وخرابا لمنشآته الحضارية المختلفة، حيث استعرض أهم الصدوع والانكسارات لخارطة ليبيا التكتونية، وتطرق كذلك لتاريخ الزلازل المسجل في جميع المدن الليبية منذ عام 262 ميلادي الزلزال الذي تعرضت له منطقة برقة مرورا بزلزال مدينة طرابلس عام 1183م الذي راح ضحيته زُهاء الـ200 ألف نسمة، بينما عرض الخبير خريطة النشاط الزلزالي لليبيا من عام 1932 وحتى عام 2000م، وأشار في المقابل للمحة عن دراسات المخاطر الزلزالية في ليبيا مؤكدا على أن هذه الدراسات والأبحاث العلمية أساسها البيانات والمعلومات فكلما كانت هناك معلومات كافية وبأكبر كمية ممكنة كان العمل العلمي ذو نتائج إيجابية، لافتا إلى قلة البيانات الزلزالية وعدم توفر الأجهزة التقنية لرصدها، وفي ختام ورقته أوصى الخبير الشويهدي إلى ضرورة المساهمة في تكوني كاتالوكات الأحداث الزلزالية وخاصة التاريخية منها، ومتابعة النشاط الزلزالي بواسطة محطات الرصد الوطنية السيرمية، بالإضافة لإنشاء شبكة لرصد الحركات القوية للزلازل، وتكوين الكوادر الوطنية التقنية القادرة على إدارة شبكات الرصد ومتابعة الهزات الأرضية.

دور أليات مشاركة وانسياب البيانات في تعزيز التكامل المؤسسي

كما شارك المهندس “عبد الباسط بن دلة” بورقة علمية بعنوان (دورأليات مشاركة وانسياب البيانات في تعزيز التكامل المؤسسي)، وتطرق بن دلة لواقع البيانات في المؤسسات الحكومية من خلال الدراسات والمستندات وقواعد البيانات، مؤكدا على جدوى التعامل مع البينات في المؤسسات الحكومية فالمعرفة قوة لكنها لن تؤتي ثمارها إلا عندما تُشارك على نطاق واسع، وتناول بن دلة كيفية ضمان مشاركة البيانات بقوانين وتشريعات تلزم المشاركة والإفصاح عن البيانات وفق مستويات وصول محددة، وبنية تحتية للمعلومات تدعم تبادل البيانات وفق معايير ومواصفات، فضلا عن استخدام المؤسسات لبروتوكولات محددة لتبادل البيانات، وفي سياق متصل شرح بن دلة الدور المنوط بالجمعية الليبية للاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في نشر ثقافة البينات والتكامل المؤسسي، متطرقا بشيء من التفصيل للبنية التحتية للبيانات المكانية ومدى أهميتها.

الدعم النفسي للأفراد المتضررين

بدورها شاركت السيدة “صافيناز سليمان الباز” إحدى مؤسسات فريق الدعم النفسي بمداخلة حول الدعم النفسي للأشخاص المتضررين جراء الأزمات والكوارث، مشددة على أن الدعم النفسي لا يقل شأنا وأهمية عن جميع المقومات الأخرى، حيث ترى السيدة صافيناز بأن الدعم النفسي هو نوع من التدخل السريع الذي من الممكن أن يكون له مقدمات مثل العمل والاشتغال على كيفية الحد من حدوث الكوارث أو الحد من الأضرار للأفراد والمتأزمين، مضيفة أن هناك ألية علمية تسمى الاسعاف النفسي الأولي هو عادة بمثابة التدخل الجراحي، وهو أمر يقدمه الاسعاف النفسي للحالات العاجلة لاسيما بعد وقوع الأزمات، وأفادت السيدة صافيناز قائلة إن كل ما رأيناه عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة درنة ومدن الشرق الليبي عموما لم ينقل بصورة دقيقة حقيقة ما رصدناه على أرض الواقع،

التقنيات الجيومكانية في تفعيل نظم الإنذار المبكر وإدارة الأزمات

من جانبه شارك المهندس “مصطفى الهادي جحا” بعرض عرّف به ماهية الاستشعار عن بعد وخصائصه بالقول إنه يمكننا تعريف الاستشعار عن بعد بأنه تقنية لدراسة الأجسام وجمع المعلومات عنها دون التعامل معه باليد من مسافات بعيدة أي بواسطة الأشعة الكهرومغناطسية، ويمكن كذلك تعريفه بأنه ذلك العلم الذي يستخدم خواص الموجات الكهرومغناطسية المنعكسة أو المنبعثة من الهدف سواء كان على سطح الأرض أو الجو، وتطرق المهندس جحا لوتفير التغطيات الفضائية المطلوبة بواسطة مجموعة من التطبيقات الإلكترونية واستخداماتها، معرِّجا على مصادر البيانات ومن أبرزها وكالة ناسا لعلوم الفضاء الأمريكية، فيما توقف المهندس جحا عند تعريف نظم المعلومات الجغرافية باعتباره نظام معلوماتي يستطيع أن يتعامل مع البُعد المكاني خطي/شبكي للبيانات بكافة أنواعها، وأشار أيضا إلى إبراز أهمية نظم المعلومات وإمكانية الربط بين البيانات المكانية والوصفية، والقيام بعمليات الاستعلام والتحليل الجغرافي، وبيّن المهندس جحا مميزات استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في تفعيل نظم الإنذار المبكر وإدارة الأزمات كرصد الكوارث الطبيعية واستخدام أجهزة الاستشعار عن بعد، وتحليل المخاطر والتوزيع المكاني ورصد التغيرات البيئية وغيرها، وقبل اختتام الندوة الحوارية تبادل المشاركون التساؤلات والتعقيبات حول أبرز ما حوته محاور الندوة.

مقالات ذات علاقة

الدكتورة سالمة عبد الجبار تستعرض تاريخ مدرسة قورينا ومذهب التوحيد الأريوسي

مهند سليمان

أمسية شعرية للعيلة وعياش والفرجاني والغزالي

مريم العجيلي

مسرح السنابل يحتفل بمرور ربع قرن على تأسيسه

المشرف العام

اترك تعليق