متابعات

دواية للفنون تطلق النسخة السابعة من معرضها السنوي

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

دواية للفنون تطلق النسخة السابعة من معرضها السنوي
دواية للفنون تطلق النسخة السابعة من معرضها السنوي

في ضيافة قاعة دار الفنون بطرابلس أطلقت منظمة دواية للفنون النسخة السابعة من معرض دواية للحروفيات وسط زخم محلي وعربي واسع لهذا العام، وافتتح المعرض مساء يوم السبت 22 من شهر أكتوبر الجاري بحضور لافت وتستمر فعاليات المعرض حتى يوم الخميس المقبل، وضم المعرض باقة جديدة ومتنوعة من الأعمال واللوحات الفنية وذلك بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين الليبيين والعرب من أبرزهم : الفنان “محمد الخروبي” والفنان ” أحمد البارودي” ولأول مرة الفنان “البهلول الشريف” إلى جانب مجموعة من التشكيليين من تونس والمغرب مثل الفنانة التونسية “كوثر تيتش” والتشكيلي المغربي المقيم بفرنسا”عبد المالك نونوجي”، وتباينت الألوان والأشكال للوحات المعروضة فمن التداخل للبهلول الشريف إلى تكوينات أحمد البارودي وتراكمات “محمد الرقيبي” وأيام وليالي “عبد المالك النونوجي”، فإن عملية الرهان على الخط وإعادة صوغ الحرف وتوظيفه لونيا تبعا لحدس الفكرة هدف ينجح فيه القائمون على دواية من نسخة إلى نسخة، فالإختلاف أحد السمات الرئيسة لهُويّة معرض دواية في كل عام بحس تقني عال يخرج من الأنماط الكلاسيكية وتجلي التدفق المنساب للقيم اللونية حرر اللوحة من فخ المباشرة كي يضمن لمخيال المتلقي الأفق المفتوح دون تأطير وتحديد مسبق.

تجريد الحرف

من جهته أشار الفنان ” أحمد البارودي” مدير منظمة دواية للفنون أن هذه النسخة قد جاءت بجهود حثيثة وبمشاركة فنانين من ليبيا ومن تونس والمغرب واقتصرت مشاركتي على أربعة لوحات تشكيلية حيث نجحت تجربة لوحة (تكوين أسود) ونتيجة لهذا النجاح حاولت أن أكررها في أكثر من عمل كون أن اللوحة الواحدة أحيانا تكون لوحة الحظ وأنا ممن يؤمنون بتكرار التجربة، وفي هذا العام استخدمت تكنيك فني مختلف ومغاير، وأضاف البارودي إننا في فن الحروفيات دائما ما نهتم بالحرف كشكل أكثر من كونه قاعدة خطية، وما يستهويني هي مسألة تجريد الحرف كي يصل لمرحلة الخط فحين نعرّف ماهو الخط نقول بأنه الإمتداد من نقطة البداية إلى نقطة النهاية، وأردف قائلا: أنني كفنان حروفي مهموم جدا بشكل الخط إنحناءه ودرجة سمكه وكذلك أهمية المواد التي تجعله واضح في ناحية وباهت في ناحية أخرى، وبالتالي هذا الشغف هو ما ينتج لوحات مهمة، وأوضح البارودي بأنه ليس من أنصار تسمية وعنونة العمل فهي حسب رأيه تختزل العمل وتوجه المتلقي وتسمية العمل تعد بمثابة حصر لتفكير المتلقي لذا تظل تسمية عمل ما هي لمجرد التعريف به فقط..

تجديد الروح والدماء بفن الخط

كما أعرب الفنان “محمد الخروبي” المدير التنفيذي لمنظمة دواية عن بالغ سعادته بنجاح النسخة السابعة من معرض دواية والأصداء الإيجابية التي تلقاها، وأضاف إن هذه النسخة جاءت بحوالي 27 عملا حروفيا متنوعا، ويرى الخروبي بأن الرافد المميز في نسخة هذا العام أن المشاركين من خارج ليبيا أكثر من المشاركين الليبيين فقد حاولنا تجديد الدماء والروح بفن الخط فنجد بعض الأعمال يغلب عليها الاتجاه التجريدي وابتعدتنا عن أشكال التزيين والبهرجة ليكون هنالك حيز للخط بمعناه اللغوي وليس الإصطلاحي وهو مانسميه (اللاين) وبذا حرصنا على إعطاء بُعد أكبر من ناحية المشاركة ومن ناحية الروح وماهية فلسفة المعرض، وأردف قائلا : إننا في منظمة دواية نحاول تقديم الحروفية بالشكل الذي بدأت به ففن الحروفيات حينما ظهرت في سبعينيات القرن المنصرم من خلال المؤتمر الأول عام 1971م بالعاصمة العراقية بغداد وما قاله “حسن شاكر آل سعيد” عن أن الحروفية هم جماعة البُعد الواحد بمعنى الابقاء على شكل الحرف وترك المضمون أو المعنى للحرف، وما يدخله الآخرين على فن الحروفيات من الرسم والأشكال النمطية المتكررة أصبحت نوعا من التشويش على المتلقي، ويرى الخروبي أن هذا التداخل المحسوب على الحروفيات يعتبر رِدة فالحروفية قائمة على البُعد الواحد فقط ولا يصح مطلقا الخلط ما بين الرسم والحرف، والغرض هو أن يستلهم الحروفي من الحرف ويستمد منه الروح والخط العربي أينما ظهر بهر فتوجد به ليونة وصلابة وتدوير وإنحناءات وهو لديه مقومات تصميمية كبيرة جدا.

الرسم قيمة أيدولوجية

وفي سياق تجولنا توقفنا عند بعض الآراء الانطباعية وكان لنا لقاء مع الفنان التشكيلي “محمد الغرياني” رئيس الجمعية الليبية للفنون التشكيلية الذي حدثنا عن لوحات الفنان “البهلول الشريف” المعنونة بـ(تداخل) مشيرا إلى أن البهلول الشريف يعمل على لوحاته من خلال رؤيته الخاصة وما يُمليه عليه مزاجه الفني وهو لديه في مرسمه ما لا يقل عن 600 عمل فني، من جهته أضاف البهلول إنه من جيل الفنانين العصامين اللذين خلقوا وأرواحهم مجبولة على الرسم والإبداع فالرسم بالنسبة لنا يعد قيمة أيديولوجية وعقائدية يمنح ويشحذ ملكات الإنسان، وتابع قائلا: إن الرسم غداء للروح يبثنا السعادة والطمأنينة والرحمة والرسم هبة عظيمة من الله سبحانه وتعالى واختتم حديثه قائلا إنه يحث الآباء والأمات على تحفيز ملكة وموهبة الرسم لدى أبنائهم.

دواية ظاهرة فنية

بينما أشاد الفنان والمصور “العارف الكاجيجي” بأنه واكب بدايات إنطلاق المعرض منذ نسخته الأولى وفي كل عام تبرز أعمال جديدة ومتميزة بالإضافة لتطور الأعمال والمشاركين مضيفا إن دواية لم يعد مجرد حدث محلي فقط بل توسع ليكون حدث عربي وأتوقع له أن يكون حدث عالمي في المستقبل القريب نظرا للأفكار المطروحة حاليا، وداوية تحول من معرض إلى منظمة قائمة لها كيانها وتقوم برعاية العديد من الأعمال والمعارض الفنية، وتابع الكاجيجي أن معرض دواية أصبح ظاهرة فنية وأعتقد بأن النسخ والدورات المقبلة للمعرض ستكون أكثر تميزا وتطورا، كما أكدت التشكيلية والناقدة “نادية العابد” بأن النسخة السابعة من معرض دواية حملت الجديد والمختلف عن النسخ السابقة، لاسيما في أعمال “محمد الخروبي حيث نرى اتجاه جديد في ألوانه فضلا عن تجدد الفكرة بمجملها، أما بقية أعمال الفنانين العرب نكتشف شكلا مختلفا وتحديدا لدى أعمال الفنان “محمد المالكي” واستخدامه لخامات متعددة ترواحت ما بين الغموض والتداخلات اللونية.

مقالات ذات علاقة

لمحات تاريخية عن قبر الجندي المجهول ببيت نويجي

مهند سليمان

شاعرات يحتفين بالأمل ‎

علي عبدالله

قوة المتاحف الليبية

المشرف العام

اترك تعليق