ع الفاهق | فرج بو رقيه الفاخري
شخص كان غاوي في بنت من قبيله تنفع وبوها من أعيان القبيلة، وهي بنت وحده على ثمان اخوه، وخوتّا أمعيشينها عيشة دلال، لكن خوتّا واعرين ورجاله بواهي، وخوالها من نفس القبيلة.
والبنت تبقى جارة خوه الكبير، وجيره مبنيه ع القدر والحرمْ…!
يحكي صاحب القصة ويقول /
البنت خذت من كبدي قطعه ونزلت عليها حنانه – بنت شيخ بعقلها وسمحة وعليها عيون أسود من معيشتي ومعيشتك.
قالِّي سهّل الله وارتبطت بيها – ثمان اسنين يحكي ويتنهَّد:
ثمان اسنين إملاقاتي إمعاها معدودات ع الصوابع، و وين و وين بيش نحكي إمعاها عشر دقايق! ربع ساعة.
ثمان سنين ما يدي جت فيدها ولا إلمستّا – سعتّا لا فيه تليفونات ولا أيّ نوع من التواصل.
الحاصل مرّه وحده مشت لعيت خالها كلمتها بالتليفون الأرضي من مكتب (الزراعة) اللي في منطقتنا.
حلف ما خلاّ بيش يحلف قال:
ما عمري قلتلها (أنحبك) ولا هي قالتّا لي، قال علاقة مبنيه ع القدر والاحترام.
المُهم قعدنا على هالمنوال ثمان اسنين، بعدها يسخّر الله ويجيها نصيبها وياخذها ولد خالاً إلها.
اليوم اللي إعلمت زيزتّا قال:
إتقول إتقول كابين في جوفي (حمّاس جمر)، وما حكيت لوالي ولا شكيت لحد – عدت في حالها وبسترتّا وانقطعن أخبارها، وخوي باع الحوش وشرى في منطقه أخرى (صدفه يعني مُش على شان موضوعي ولا عالم موضوعي واحد).
المهم بعد عامين ولا هن ثلاث درت (عولة هم) وازوزت…!
قالّي بعد 17 عام:
يوم ونا برّه بنغازي – رن علي رئيس قسم التخدير قال لي: يا راجل فيه حاله مستعجله ابنيه زامطه (دندونه) والبنّاج اللي عليه الاستدعاء تليفونه خارج التغطية.
قتله: إنجي لكن متأخر لأني برّه بنغازي.
هو كلمني الساعة 07:00 في المغرب، ونا وصلت للسبيتار الساعة 08:30.
الحاصل درّست كرهبتي وخشيت، ونا راقي مع الدروج وجيت في نصهن:
نسمع في صوت وحده إتعارك واتقول معقوله – لنّا ساعتين نرجو…! هذا إنسان ما عندش إحساس…!
والصوت هذا نا سامعه من 17 سنه فاتن نين يبّست في مكاني…!
فيه ممرضه طلعت مع الباب قالت اهو جاء الدكتور.
قالي:
الممرضة هي اللي إكسرت حالة الجمود اللي صارت معاي ع الدروج.
وهو يحكي حسيت بالدمعة تلصف تحت ضي القمر، ونبرة صوته صارت لها (حجرشه).
إشوي نا مديت له سبسي وقتله عليك (تشخير) في صاحبنا هذا…!
أنريد إنغير الجو – لكن صاحبنا (منهال) مو راد لاورا بلكل.
قالي: وينما رقيت وخشيت القيتّا صاحبتي وقدامها
بنتّا ع الباريلا في ممر العمليات – ساعة خشتي قالت كلمه وحده: (إنتَ)…!؟ ولا عد زادت لا نقصت.
يحكي قال:
واللي مني نبيدي فمي هذا ما فتحته، ورد عليها الدكتور الجراح – قال لها راه هذا إمغير فازع مش توكته اليوم، إمغير لوّمنا عليه جانا من بره بنغازي – وهي منستهه.
خذيت بنتّا عمرها إيجي 5 اسنين من ع الباريلا وحضنتّا، وحطيتّا على طاولة العمليات.
قالي:
يحاسبني ربي ماني عارف الدكاترة الجرّاحين ولا اللي جنبي فيش يحكوا! ولا فيش يديروا…! قالي كيف (المهايا).
إشوي وطلعوا (الدندونه) من ارقيبتّا وعطوها لي وقالوا لي عطيها للأم خايفين إتريح، خذيتّا وطلعت القيتّا (متسمّره) في مكانها الي سيبتّا فيه.
قلت لها: الحمد لله ع السلامة.
حلف قالي:
قلتّا في سري بدون صوت…!
قال مديت لها الدندونه، مدت إيدها – إشوي روس صوابعها يلمسن روس صوابعي…!
قالي: تهايالي لحظتّا غبت ع الوعي..
حلف لي وما خلّا بيش يحلف قالي:
ثمان عوام وحط عليهن سبعطاش سنه ما يدي هذه لمست إيدها – تبرم الدنيا ويجيبها ليا الله على حين غرّه…!
نا رديت ع البنية وعيتّا من البنج وحطيتّا ع الباريلا وطلعتّا.
إلقيتّا أمصبيه وامعاها الممرضة، خذنها وحطّنها في الملاحظة.
جيت للملاحظة شفت (نفس) البنية كويس وحطّيت عليها كمّامة الاكسجين اشوي، وقمعزت على كرسي نكتب في ورقة التخدير – امفيت نا وياها ما معانا صوّات.
إشوي نسمع في تليفونها رن – رفعت أعيوني معاها دارته صامت.
وينما بحتت فيها.. لويين أعيونها كل عين (إتكب حفنه)، ونا فمي هذا ما فتحته.
يحكي ويقول:
جوّاي افكار وأسئلة ونشده واعتاب وارياف…!
وهو يحكي خطر عليّ بيت لـ ” أحمد ارميله ” يقول:
بين جبد طاريهم وبين جفاهم،
متماسكات من عند الخناق افكاري…!
قال جت الممرضة تمّت إتسكت فيها وتقول لها (بنتك كويسه).
إشوي وتطلع لي بيها الممرضة، وابرمت علي وقالت لي:
دكتور أحكي مع الأم تبكي خايفه علي ابنيتّا…!
قال: ونا في حاله يعلم بيها الله سبحانه – قال والله فمي ما فتحته – لساني إنقطع مع زحمة أفكار خانقاتني، وهي حقتّا وعرفتّا في وجهي.
قالّي: كملت الورقة حطئتا في الملف وطلعت…!
قال:
طلعت نسرع في إخطاي تقول اللي وراي نار (زمهارير).
رديت على جماعتي اللي كنت عندهم، وما انجيب علم كيف وصلت – كيف عبرت المفارق متاعات الضي…!
ينشدو في الجماعة:
ايش فيها المريضة اللي فزعتلها…؟
قلت لهم (نبي نرقد) وكريت على وجهي الغطا.
قالي:
الثمان اسنين والسبعطاش سنه كوم، والليلة هذه كوم..