متابعات

دواية في النسخة الثامنة تجمع الأجيال

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

افتتاح النسخة الثامنة من معرض دواية للحروفيات

امتدادا للنجاح الذي يحققه معرض دواية لفن الحروفيات عاما تلو العام منذ انطلاقه قبل نحو 7 أعوام افتتحت مساء يوم السبت 21 من شهر أكتوبر الجاري منظمة دواية للفنون النسخة الثامنة من معرضها السنوي الذي احتضنته دار كريستة بالمدينة القديمة طرابلس، وذلك بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين على اختلاف مستوياتهم وأجيالهم ففي هذه النسخة تتباين المشارب الفنية وتتوحّد في آن ضمن فسيفساء الحرف وإبرازه بصور وأوجه متفردة تُعيد للحرف العربي هالته القُدسية ومنزلته السامية كلٌّ تبعا لرؤيته وتصوِّفه الداخلي فالأمر لم يعد يقتصر على التركيز فقط تجاه الأبعاد الجمالية المجرّدة للوحة بقدر ما يتمحور حول إعادة اكتشاف البُعد الآخر لما وراء الجمال لتُجسِّره الألوان وتُعزز من سطوته الخطوط المتناثرة حينا والمترابطة حينا آخر، ولدى الفنان “محمد الخروبي” حرص على التشبث بمسك اللون كتوطئة لبداية الحكاية وكخاتمة لبداية متجددة ما بين تعددية اللون لدى الخروبي فسحة تُبرر وجود الأمل وعودته ولو بعد حين الخروبي يحاول بالحرف خوض مغامرة محفوفة بالأمل أو لعلها إثارة النظر عن الأمل لنقل إن الأمل في لوحات الخروبي يفقد شحوبه .

من أعمال الفنان “محمد الخروبي”

سطوة اللون / معنىً جديد

وعندما نتوقف عند لوحات الفنان “علي مصطفى رمضان” تتشبّع العين وترى الحرف وكأنه يُعيد بناء كينونته في إطار مشوار طويل يسعى لاستقامة إعوجاجه فإن النقيضين يواجهان لوحات مصطفى رمضان أولهما توظيفه لرمزية عاليا الدقة وثانيهما إيجاد مخرج آمن يُحرر الحرف من ثقل الألوان بينما من جهة أخرى نجد أن الفنان “عبد المنعم بن ناجي” يُؤثر تطويع حرفه ليُجسِّده من خلال رموز دينية يجعلها تهتف عبر لوحاته الثلاث، أما الفنانين الواعدين “سالم المزوغي”، و”أحمد الشريف” فهما يفتحان أبواب مطلقة أمام اللوحة لما يمكن تسميته بسطوة اللون حتى أن ظهور الخطوط ضابية تُوحي إلى ماورائية تُخفي معنىً جديد.

من أعمال الفنان “علي مصطفى رمضان”

مقاربات استثنائية

فيما ينساق الفنان ” أحمد البارودي” خلف خياله حينما تمتطي إحدى لوحاته صهوة الصراع لكننا لا نراه يصرخ أي الصراع بقدر ما يمارس اللون هنا مناورة استدراج المتلقي لفكرة انسياق الرسّام، على المقلب الآخر يقدم الفنان “سالم التميمي” نُدبة لأثر صراع لوحات البارودي، وتجيء هذه المقاربة كجدار يحتوي صوت الصراع داخل دائرة الماضي، نمضي خطوة صوب الأمام لنجد الفنان “علي العباني” كيف يدفع بقصيدة “أبو فراس الحمداني” (أراك عصي الدمع) لتجربة اللون والخطوط المنفردة فاللوحة في هذا المقام تُخاطب وجدان المتلقي كما يقول البيت الشهير (أما للهوى نهي عليك ولا أمر) من ناحية ثانية نتأمل لوحة الفنان “بشير حمّودة”، وإذ به يتوضأ بماء الحرف ترى هل ذاك كافٍ ليُسمي لوحته بـ(هاء) ؟! ولهاء حمّودة سكون ضَجِر بيد أن النون لدى الفنان “محمد الغرياني” تتخفف من وطأة الحرف أو تكاد ليس لكونه ثقلا لغويا بل لأن الغرياني أراد أن يستهدف ولادة جديدة تحمل ملامح الغد.

من أعمال “عبد المنعم بن ناجي”
من أعمال الفنان “أحمد البارودي”

مقالات ذات علاقة

إضاءات حول طابور المعيّة ودوره الجهادي

مهند سليمان

الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون تلحق وتعتمد جائزة كاليماخوس القصصية السنوية

المشرف العام

الشوماني: العامية هزمت الفصحى لهذه الأسباب

مريم العجيلي

اترك تعليق