شعر

أربعونَ ليلةً خلفَ الحديقةْ!


إلى “لولو السويعتية”. إلى ” فيروز ” إلى صوتِها، بِساطُ الحُرية

ليلةٌ تمهيدية: احتمال

– لَمْ يكُ أحدٌ في المدينة

عِندما علَّمتُكِ أبجديةَ الغرام:

…. آ آ آ آ آ آ ه،

كأسٌ أُخرى وأدخُلُ الجنين،

أو تقذفني يدُ القُدرةِ

إلى أحضانِ هاويةٍ تضحكْ!.

الليلةُ الأُولى: اختِناق

– مَن يحضُرُنا

عِندما يلفُنا برودُكَ يا حَبسُ؟!.

– تتنازعنا الملائِكةُ والشياطينُ

وننامُ أخيراً..

لا مِن أولئكَ…. ولا مِن هؤلاءْ!،

-… هكَذا

نتحولُ إلى أطيافٍ

تسبحُ في فضاءاتِ الخيبة.

– العَالَمُ يتحركُ خَلْفَ الأسوار،

وكُلَما انسكبنا في هذا البعيدِ

صَغُرَ في رؤوسِنا العَالَم.

الليلةُ الرابِعة: تحوير!

– الحُريَّةُ

تاجٌ على رؤوسِ الأحرار،

لا يشعُرُ بِهِ

سِوى المسجونين!.

الليلةُ الخامِسة: لَمْ أفهَم!!

– لا يرتاح

حتَّى يُؤَمِّنَ خُبزَ حالِهِ:

لَم يذُق طعمَ النخالةِ

مَن لَم تُجبِرهُ يداهُ على التمني!.

-… ولكِن

هل توصِلُ المرارةُ

إلى عَسَلِ العُيون؟.

-….. ولكِن

عمَّا _ عمَّن تحكي؟!!.

الليلةُ السادِسة: رَمَاد

– هذا مقامٌ غيرُ صالِحٍ لِلكِتابة!..

لأِنَّ المكانَ لا يصلُحُ لِشيءْ،

ليسَ سِوى هذا الدُخانُ

………… وأنا!!،

فهل تلوحُ في غدٍ الجدوى؟.

الليلةُ السابِعة: هُدنة

– واصِل نأيَّكَ عَنِ الكلامِ

لِكي يجيء..

– راقِب حِراكَ الجسدِ

حينَ لا نارَ تُشعِلَهُ

وسافِر على جِناحِ النومِ

إذا ما أُوصِدت

على ديارِ الفهم النوافِذْ..

– هدهِدْ رؤاكَ الغضة،

وَقِّتْ نارَكَ

وارغب لِبُرهةٍ عنِ القصيدةْ.

الليلةُ الثامِنة: اعتراف

– لا زِلتُ

في أُولى عشياتِ (العيشِ) هُنا

أُكابِرُ على قلقي

واشتري مِن حانوتِ السماءِ

ما تيسَّرَ

مِن حقائِبَ الصَّبر.

الليلةُ الخامِسة عشر: مشاغِل

.. مَنْ تُراهُ أولَ مَن سَجَنْ؟!.

.. أنا هُنا

تنفلِتُ المساءاتُ مِن أصابِعي

………. ولا أعملُ شيئا،

فقط

أَعُدُّ سجائِري التي شرِبتُ

وأحسِبُ خطواتي

في ممشى الفِناءِ المُشجَّر،

أَرُدُّ على “مسجاتِ” الأصدقاءِ

كُلَما أُتيحَ لي “موبايل”،

واقرأُ كُلَّ ليلتينِ كِتابْ!.

الليلةُ الثامِنة عشرة: غَزَلْ

عُصفورةُ القُرنفُل،

و زهرُ الرُمَّانِ

يغيبُ عن لياليَّ الأسيرةْ..

حُبّي… حبيبتي!

يا شميمَ الليمون،

يا ضُوءَ مِشواري في دُروبِ العتمة،

يا هدأتي حينَ تضُجُّ في رأسي الحياة..

تَحْكينَ لي

عن صلاتِكِ على سجادةِ الحنين،

ينهطِلُ صوتُكِ على قفرِ السِّجن،

ينبُتُ الشذا في فِراشي،

….. يتيهُ الرُقادُ

عن دربِهِ المعهود،.. وتسكرُ العُيونْ.

الليلةُ العِشرون: سَّبورة

.. اليوم 15 مايو!

…… اِنتصفَ موَّالُ الحِصارْ،

هيَ أيامٌ أُسلسِلُها

بِفحمِ التسليةِ

على حائِطِ السِّجنْ،

……… و تمضي،

هُنا

ليسَ سِوى الدُّخان،

وحكاياتٍ غابِرةٍ في الكُتُبِ

عابِرةٍ في دَمي..

هُنا

ليسَ سِوى غُرفةٍ أُخرى،

أُمارِسُ فيها لُعبتي القديمة،

.. أُعمِدُها

لِتُدينَ بِالشِّعرِ في مايو،

في انتِظارِ صيفٍ تأخَرْ!.

الليلةُ الثانية والعشرون: دَوَران

ارتفعَ رغيفُ الشّمس،

وأطلقتِ الأرضُ

عبرَ مسارِبَ التّيهِ ساكنيها..

كُلُنا وَلَعٌ.. كُلُنا نتشظى

كُلُنا خَوفٌ.. كُلُنا نستجير،

و كُلُنا عبرَ أروِقةِ التَّعبِ

نوصِدُ نوافِذَنا على عُزلةِ القمَرِ

وخلفَ الظُلمةِ يأخُذُنا إلى

قُرصِ شمسٍ ثانيةٍ خفرُ النُعاسْ.

الليلةُ الرابِعة والعِشرون: حُبّْ

– بي رغبةٌ أن أكتُب:

عن كيفَ أُحِبُكِ و تُحِبينْ،

عن كيفَ تُسامِرينَ الدمعَ في غيابي..

عن كيفَ ضاقَ رِمشُكِ عِندَ الزّيارةْ،

وأجبتِ أنَّهُ من وجعِ الفُراقِ _ سُهد الليالي..

عن كيفَ تكونُ يدي كالسِّحر،

وكما تُعجبينَ أنتِ: ” ما هَذَا الكلام؟! “،

فأرُدُّ أنَّها يُمنايَ مِن جسدي،

أو كغيمةٍ حُبلى

تتأهبُ انهِمارها

على تضاريسِ الوَلَع،

فتُصِرينَ _ تُغنينَ سؤالاً

لا يرجو إجابةْ،

وتهمسينَ أيضاً: ” ما هذا الكَلام!! “..

.. عن كيفَ

نحلُمُ بِالتحليقِ في بَلَدٍ بِلا ريش..

عَن نُصرتي لِلَّيلِ

أَجولُ في أقنيتِهِ بعدَ شرابِهِ والكُتُبْ،

وانحيازِكِ للصباحْ،

تُعكِّرينَ شَغَفَ كوابيسي

بـِ: ” هيَّا انهض، فاتَكَ العمل!! “..

… و عن كيفَ صوتُكِ

لا زَالَ يحمِلُني إلى فضاءاتٍ

ترمِني إلى أريكةِ الهدهدةِ لأُِغني

………… فتنامين.

الليلةُ السابِعة والعشرون: أمل

– أَشرُدُ عن خاطِري،

ألوذُ بِحاضِري المُشوَّش،

وتلوذينَ بالانتظار،

.. رُبما غَداً

يضحكُ سأمي،

وتغمِرُكِ بِحُبِها السماءْ.

الليلةُ الثلاثون: “فلاش باك”

– مُنذُ عشِرينَ صيفاً:

…. ترشقةُ زناجيرَ

و دُخانُ عوادِمٍ

يرسمُ دوائِرَهُ على أُنوفٍ

تلهثُ

مِن غُبارِ الوادي الذي صحا.

… كغكغاتُ الـ R.F اللاسِلكي،

وكأنَّها تُناوِشُ ارتِطامَ

رؤوسِنا بِأسقُفِ العربات..

وناقِلةُ الجُندِ القِتالية

كُنَّا نصرُخُ

في رُعونةِ سائِقِها الأهوج:

على مَهْلِكَ يا ابن الـ “… يلليّْ “!،

و احذر نطنطاتِ التلِّ

و نارِ المُناورةِ حينَ تشتدُّ الهِضابْ!،

… العربةُ الرءومُ

نُسميها عِندَ الفِرارِ ” تاكسي الصحراء “،

و ” مركبَ حُلُمٍ ” بِالحُريَّةِ إذا لاحَ انتِصارْ!.

***

…. وقتَ الراحة:

قيلولةٌ تجلِدُها الشَّمسُ

ثُمَّ تفتحُ ذِراعيها لِنسيمِ المدى،

… ظِلُ مقطورةِ مياهٍ كالملاذ،

وعودُ طلحٍ رقيقٍ

أَرسُمُ بِِهِ خطاً _ مسرباً

لِموكبٍ طويلٍ مِنَ النملِ الصابِر،

بِطولِ المللِ في ميدانِ الريح،

ثُمَّ انتبِهُ إلى قُبَّرةٍ تقترِبُ

تقتفي قَراقِشَ خُبزٍ مُحمَّصٍ

أَلقاها العسكَرُ مُنذُ قليلْ،

فأُقرمِشُ على أثرِها

رقائِقَ ما تبقَّى

مِن عُمرٍ ضَرَبَتْهُ يدُ البِلادْ!.

الليلةُ الواحدة والثلاثون: كولاج (1) مع زيدان

– هُنا ليسَ سِوى مُسجَّلة الـ”قار يونس”،

ينهرِقُ عبرها صوتُ “بوب مارلي”:

” Get up.. stand up

Stand up for your right……”

-………………. ولا أقومْ!!،

إنما جالِساً

إلى عتبةٍ رُخاميةٍ

بِحِذاءِ شجرةِ “البيرسيانا”،

أستقبِلُ “مسجاً”

من “محمد زيدان”: ( تُعجِبُني يا لعين.. ولا أدري لِمَ أشعُرُ أنني سأقرأُ لكَ شيئاً نافِذاً.. نصَّاً حقيقياً!، مُتعرِقاً نازِفاً..

قريباً أُبارِكُ لكَ الحصادَ الشهيَّ لِهذياناتِ ألف ليلة، وأُخبِرُكَ أنني أُحِبُكَ كثيراً يا صديقي وأؤمِنُ بِروحِكَ السَّماوية..

كُنّْ في النص!.. تسربل بِهِ… لا عاصِمَ اليومَ مِن أمرِ السِّجنِ إلاَّ النص… ومِثلُكَ يا صديقي أعيشُ حِصاراً مُشابِهاً، رُغمَ اختِلافِ الواجِهاتِ والتفاصيل.. أُحاوِلُ الخُروج..

عليكَ بِهِ.. النص! _الخروج_ النَصّْ/الملاذ،

كُلُّ خُروجٍ يُدخِلُني إلى غيرِهِ فلا خرجتُ مِن شيءٍ ولا دخلتُ لِنفسي! )

***

-.. ويتمادى “مارلي” في الغِناء:

Many pepole think great god come from the sky ,

.. take away every things and…………..

-…… فأردُّ على مسجات زيدان:

(أ)

– عفواً يا مُحمد..

لا أُحِبُ التعرُقَ كثيراً!،

وأكرَهُ النزيف..

ولا أحد يعرِفُ تماماً

ما هي الحقيقة!!.

(ب)

– كُلما خرجنا يا صديقي

دخلنا!!،

…. حسناً، لِماذا لا نُحاوِلَ

الدخولَ أكثر، _ علنَّا نخرُج!.

الليلةُ الثانية والثلاثون: شواعِر

– هُنا

ليس سِوى راديو البِلاد،

… فيعجِبُني تلعثُم الشاعِرةِ

عبر أثيرِها كُلَّ اثنين،

تُكَرِّسُ هزيعها لأِدبِ النِسَّاءِ

و غزالاتِ المدينة،

….. ولكن

غداً تُحاوِرينَ أخِرهُنَّ يا “جُنينة”

….. فمَن تُصافِحين؟!،

يمضينَ..

يتسرسبنَ خلفَ حيطانِ الغيابِ

وتتألقينَ أنتِ إلى هزيعِ آخر.

-….. أينَ تختفي شواعِرُ الوطن؟،

ولِِمَ سريعاً

ما تضيقُ على أنفاسِهِنَّ العِبارةْ؟..

-.. قريباً تُحاوِرينَ آخرهُنَّ!

…. فمَن يا “جُنينة” تُصافحين؟!!.

الليلةُ الثالثة والثلاثون: كولاج (2) مع الفيتوري!

– قُلتُ:

أكادُ أتحولُ إلى هُلامٍ

مِن هذِهِ الـ (40)،

فكيفَ لم تموتوا

مِن عِقدِ حصارِكُم “زمان”؟!

– قَالَ:

مُتنا يا صاحِبي، ثُمَّ

أحياءً بُعِثنا!.

-…. أَرَادَ “أحمد الفيتوري”

أن يسخرَ مِن حِصاري،

فأرسلَ ما دعاهُ

قصيدةَ مؤاساةٍ عبر الموبايل!:

(- لَمْ يتمكن “وهاب قرينقو”

مِن كِتابةِ قصيدةِ حُبّْ،

لِهذا اختارَ

زنزانةً قَصيَّةً

في واحةِ “هُون”،

– كان أكثرَ حِرفيَّة،

لِهَذا لَم يتخِذ

مِن شجرةِ الخوخِ ظِلاً..

لَمْ يتكيء على عمودِ الشِّعرِ

في شارِعَ الإذاعة!).

الليلةُ الرابِعة والثلاثون: فينيق

اليومَ صادروا الموبايل!،

فانتبهتُ

إلى العصافيرِ

تُغني مِنَ النافِذةِ الغربية،

تتقاسمُ الغرامَ

عِندَ الشُّرفةِ المُجاوِرة،

ومن على جريدِ نَخلةٍ

لازالَ بلحُها _ في حقلٍ

قديمٍ خلفَ الفِناء _ أخضرُ.

* * *

… اليومْ، سرقوا صوتاً

فشجت تغاريدٌ

وازدهرت

مِن رمادِ الصمتِ أصواتْ،

… ليتهُم

يمنعونَ في الغدِ الراديو

لأِستمِعَ لأِصواتٍ قديمةٍ داخِلي

تصدحُ مُنذُ دُهورٍ…. ولا أُجيبْ!.

الليلةُ الخامِسة والثلاثون: نشيدُ الحُريَّة

حُرٌ أنا،

ومع التصارُعِ

والتشاكُلِ والغِناءْ،

أأخذُ شِعري مِنَ الحياة،

أو اتخِذُ مِن حياتيَّ شِعراً!،

أُغدِقُ على من أُريدُ حنيني،

أو أُمزِّقُ كُلَّ شيءٍ وأمضي،

لاشيءَ يُخيف.. ولا ما يُضير،

…. وأُردِّدُ دائِماً:

لا لِقصقصةِ جِناحيكِ يا حُريَّةْ!.

… يأخُذُنا الشِّعرُ،

نؤخَذُ بِه،

وأحياناً نأخُذُ بِهِ _ مِنهُ

فقد يخطُفنا مِن حِوارِ عِشقٍ بِلا احتدامٍ مع صديقةْ.. مِن ميعادِ شايٍ شُتويٍ مُنَعْنَعٍ مع الأُخوةِ مُعطَّرٍ بِالوالدينْ.. من جلسةٍ مع كأسِ مساءٍ في مقهى حديقةْ.. مِن هَرَجٍ ومَرَجٍ ذاتَ ليلِ حَقلٍ مع أصحابٍ راقيينَ حقيقيينَ رائِعينْ!!،.. مِن هدأةِ حُلمٍ مع نَغَمٍ على سفحِ رملٍ أو شاطئ بحرٍ جبلي.. مِن رِحلةٍ كُلَّ ربيعٍ عبر أوديةِ الـ…….،

.. حُرٌ أنا ورُبما تكفي قِراءاتٌ بِما يكفي لِنتنفسَ قليلاً مِنَ الشِّعرِ وكثيراً مِنَ الحياةْ!،

…….. ولتذهب المشاريعُ الكبيرةُ والقصائِدُ العصماءُ إلى جُيوبِ معاطِفَ عابرينا من شيوخِ الكهف، وأرفُفٍ تُكَلِّلُها غبرةُ النسيانْ.. حُرٌ أنا، أخلعُ حُبي على مَن هو أهلٌ.. أنتظِرُ عصفورةَ المدى، أو أُكسِّرُ القفصَ.. ولا أعودْ.

الليلةُ السادِسة والثلاثون: النومُ في الشِّعر!

– أخيراً صعدتُ السلالِم، أُتيحَ لي سطحاً على ثلاثةِ حُقولٍ مِنَ النخلِ النضيرِ يطِّل، وخلفَ حُقولِ المساءِ أضواء المدينةِ تُعلِنُ علاقةً ما بحيطانِها البيضاء،…. شُكراً فثمةَ جمال!،… ولكن جَاَلَ بِخاطِري أنَّ النَّاسَ تواصِلُ مِشوارَها خلف الحيطان.. خلفَ شبابيك البوحِ المُشَّرَعة، وخِلال الشوارِع….

– هل ينتظرونَ سَمَاعَ الشِّعر؟!.

-…. لا أظُنُ ذلِك!.

– بل قطعاً ل.. ليس الأمرُ كذلِكْ!!!..

* * *

– هذِهِ الليلة.. الآن تغمُرني موسيقى المساءْ،

دويُ رعدٍ وبرقٍ يختطفني من أمام طقوسي المُمِلة،…. أصعدُ السلالِمَ ثانيةً،

الآن يا صديقتي رعدٌ وبرقٌ يُضيءُ ليلَ الواحةْ، إنَّها مطرُ الصحراءِ في مايو..

.. لازِلتُ بِالمطرِ مسكوناً

وبِحشدِ الصورِ على الورقِ

الأبيضِ والأصفرِ والأزرق،

وهُنالِكَ أمامي،

خلفَ الحقولِ التي وراءها

البيوت المُضيئة، داخِلَها أُناسٌ

يُلملِمونَ شظايا الوقتِ

في جِرارِ الجدوى

ليهرقونهُ لِذَةً على ضِفافِ الشبع،

… لا أحدَ يُعيرُ لِما نهجسُ انتِباهاً!،

وحدها غزالة على ضِفةِ وادٍ بعيدٍ لَم يرهُ أحد،

تبحثُ عن عصافيرَ مسكونةٍ

بِمحاسِنَ الرؤى،

بِالمطرِ والتمردِ نحو لِذةٍ لن يعرفها أحد!.

الليلةُ التاسِعةُ والثلاثون: عَطَش

كنخلةٍ معزولةٍ

في واحةٍ

تحتفي بِما تبقَّى من قطراتِ البِئر،

هُوَ الجسدُ يشتعِلُ وحيداً

كشمعةٍ في ديرٍ مهجور.

* * *

… غيمٌ خلفَ القفص،

و في سماءِ الحُريةِ البعيدةِ

طائِرٌ تَاهَ عنهُ الاتجاه.

* * *

… امراءةٌ

في بيتٍ مِن نورٍ ورماد،

تسقي شجرةَ الحنينِ لكي تخضرّْ،

ورَسمٌ بِعُمقِ الأسى،

يُزيّنُ حيطانَ ذاكِرةٍ لا تبكي!.

* * *

… عَطشٌ

لِكُلِّ شيءْ،

وخوفٌ مِن غَدٍ

ملفوفٌ بِقُماشِ الاحتمالاتِ الرديئة!.

الليلةُ الأربعون!: نعم!!

– مُنذُ النشيدِ الأولِ وأنتَ تحلُمُ بِالحديقةِ

والمطرِ ولوزِ الأُغنياتْ..

…. فماذا حَدَثْ؟.

– لا تُلوِّث رأسَكَ بِالكهولةِ أكثَرْ،

وانتبذ وكتابُكَ رُكناً أكثرَ لُطفاً..

– غَداً تتشاكلُ والحُريَّةِ بعدَ غياب،

وفي الغدِ

يكونُ في جيبِ قميصكَ درسٌ جديد!.

أو جمرةٌ لَمْ تعهد مِن قبلُ جذوتها،

فَلَكَ أن تنثُرَ الوردَ في وجوهِ الناس،

أو تصرُخ بالهشيم..

أن تتعلم فنَّ الغياب،

أو تعودَ عائِماً في الأحضانِ الكاذِبة..

هائِماً كالمضيعةِ _ كالسديمْ،

– هيَّا..

و لا تُلوِّثْ رأسَكَ العصفورَ

بِدُخانِ الموتِ أكثر،

……. حَلِّقْ،

و لابُدَّ أنَّها تهرَع لِتضُمكَ الحديقةْ.

_________________________________________________

كُتِبت في ” هون ” من 26 إبريل إلى يونيو 2005 م.

مقالات ذات علاقة

انتظار

خلود الفلاح

إلا حرف

غزالة الحريزي

أنفاس الصبح

المشرف العام

اترك تعليق