عصام علي غنيم
لا صَوْتَ يعْلو فَوقَ صَوْتِ النَّاعِي
فالخطبُ جللٌ والمُصابُ جماعي
حنانيكَ يا سيل الفجيعةِ إنَّ لي
رحِماً تزيد بفقدهم أوْجاعِي
أجْريْتَ يا سيْل الفجِيْعةِ أدْمُعي
وذَرَوْتَ بَذْرَ الموْتِ في الأصقاعِ
وكشفْتَ من خلْفِ البراءةِ قسْوةً
لمَّا أزحْتَ قِناعك الّخدَّاعِ
مادُتْ بِقلبِ الليل دارُ أحِبَّةٍ
وتَنَاثَرتْ كالشَّاةِ دُونَ الرَّاعي
فتكشَّف الجُرْحُ الأليمُ مع الضُّحى
فالكلُ مكْلُومٌ من الأوْجاعِ
وتسُحُّ بالدَّمْعِ الغَزْيرِ مدَامِعي
فاسْودَ وجْهِي وانْزوت أضلاعي
ألا فارعوِ ياسيلُ لست بطامِسٍ
مشْكاة دَار الفنِ والإبْداعِ
دارُ الصَّحابةِ في القدِيم ولم تَزل
تلكَ القُبُور هناك خيرُ بِقاعِ
ستعُودُ (درنة) من جديد لتزْدهِر
وتشُعُ نوراً أيَّما إشْعاعِ
واخترتُ في جوفِ الهجيعِ تبتُّلي
ومددتُ في جُنْح الظلامِ ذِراعي
خضَّبتُ جيدي بالدُموعِ تأثراً
حاشاهُ ربِّي أن يرُدَ الدَّاعي
لتعود (درنة) من جديد لتزْدهِر
وتشُعُ نوراً أيَّما إشْعاعِ
تاجوراء: 15/09/2023