الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
استضاف المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس مساء يوم الأربعاء 6 من شهر سبتمبر الجاري، محاضرة قدمها الدكتور “علي الهازل”، وألقتها الباحثة الدكتورة “آمال سليمان العبيدي”، وذلك ضمن مناشط المركز الأسبوعية بقاعة المجاهد وقد حملت المحاضرة عنوان (السرديات التاريخية في المناهج الدراسية في ليبيا : دراسة لكتب التاريخ لمرحلة التعليم الأساسي) وأوضحت الدكتورة العبيدي في مقدمة محاضرتها أن السردية التاريخية هي الحكاية والخبر والرواية التي يراد إيصالها، حيث إن السرد هو أسلوب لغوي يقوم على إعادة إخبار ما تم من أحداث باستخدام الأدوات اللغوية مثل الوصف والحوار وغيرها، وللكتابة السردية عدة أنواع كالقصص والروايات والنصوص التاريخية. كما أشارت الدكتورة العبيدي إلى أن دراستها تهدف للتعرف على دور المناهج التعليمية في نقل بعض القيم منها الانتماء، وتعزيز الهوية الوطنية من خلال استخدام السرد التاريخي في كتب التاريخ المقررة على مرحلة التعليم الأساسي في ليبيا، وذلك من خلال رصد وتحليل السرديات التاريخية للأحداث والوقائع التي تعكسها كتب التاريخ عبر استخدام أداة تحليل المضمون،
مرتكزات الدراسة
وأضافت الدكتورة العبيدي أن الدراسة ستركز على الأفكار كوحدات للتحليل، والفكرة التي قد تعكسها كلمة أو فقرة أو صورة أو الموضوع كله قد يعبر عن فكرة واحدة، موضحة بأن هذه الدراسة هي محاولة لرصد طبيعة التركيز على الأحداث التاريخية ودلالاتها في مقررات التاريخ، ومحاولة معرفة مركزها وأهميتها عند تقديمها كأفكار فيما إذا كانت أفكار رئيسة أم أفكار فرعية، ولفتت الدكتورة العبيدي إلى أن عينة الكتب المدرسية المستهدفة بالتحليل هي في المقام الأول كتب التاريخ، والاجتماعيات لمرحلة التعلبم الأساسي من الصف الرابع وحتى الصف التاسع بينما تطرقت الدكتورة العبيدي إلى بعض المفاهيم كالتنشئة السياسية بحيث أن التأثير السياسي سواء كان مخطط أو غير مخطط له يؤثر في جميع مراحل حياة نمو الفرد فهذه العملية أيضا تشمل التعلم الصريح الواضح والتعليم غير السياسي يملك تأثيرا ما على السلوك السياسي.
أهداف مقررات مادة التاريخ
وبيّنت الدكتورة العبيدي في المقابل أن السرد التاريخي هو الاختصاص الذي يدور الكلام فيه عن العالم وموضوعه الأساسي هو الإنسان، والمعرفة التاريخية في جوهرها صياغة سردية تطمح إلى إعادة تشكيل عالم الإنسان، مؤكدة بأن القاعدة الأساسية للتعليم من السنة السادسة وحتى الخامسة عشر وفق النظام التعليمي الليبي ومدتها تسع سنوات، تبدأ من السنة الدراسية الأولى وحتى السنة التاسعة، واستعرضت الدكتورة العبيدي نحو خمسة نقاط تشكل قنوات تأثير في المنظومة التعليمية في ليبيا كقناة للتنشئة السياسية علاوة على ذكرها لأهداف مقررات مادة التاريخ، فيما عرضت الدكتورة العبيدي جدولا احصائيا يوضح بالأرقام نتائج تحليل كتب التاريخ والاجتماعيات.
أربع ملاحظات
وفي ختام المحاضرة خلصت الدكتورة العبيدي إلى عدة ملاحظات أكدت على أهميتها في أربعة نقاط أولها أن الدور الذي قد تلعبه المدرسة خاصة من خلال المناهج التعليمية إلا أن ذلك يظل غير كاف للحكم على طبيعة تلكم القيم من ناحية عملية وواقعية باعتبار أن الواقع يبرز الفجوة بين الجانب النظري والعملي، وثانيها أنه رغم انعكاس بعض السرديات التاريخية التي تسعى لتعزيز المشترك بيد أنه يلاحظ تكدس بعض السرديات وتجاهل أخرى مهمة من سرديات تاريخ ليبيا، وفي النقطة الثالثة دعت الدكتورة العبيدي إلى ضرورة استكشاف التحديات والصعوبات التي تواجه وضع مواد التاريخ والصعوبات التي تواجه تحديد السرديات وأولوياتها حسب التاريخ الليبي، أخيرا شددت الدكتورة العبيدي على غياب الأهداف الواضحة لتدريس مواد التاريخ معزية الأمر إلى غياب فلسفة واحضة للتعليم في المراحل الانتقالية.