متابعات

عدنان معيتيق يفتتح ترميم الذاكرة بدار الفنون

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

افتتاح معرض (ترميم الذاكرة…تخطيطات مبدئية لترميم ذاكرة الوطن) للفنان التشكيلي “عدنان معيتيق”

تحت عنوان(ترميم الذاكرة…تخطيطات مبدئية لترميم ذاكرة الوطن) افتتح الفنان التشكيلي “عدنان معيتيق” معرضه الرابع في ضيافة رواق دار الفنون بمدينة طرابلس وسط حضور نخبة من الفنانين والأدباء ولفيف من المهتمين، وذلك مساء يوم السبت 14 من أكتوبر الجاري ويستمر حتى يوم الثلاثاء، وقد تخلل المعرض مجموعة من أحدث الأعمال التي أنجزها الفنان معيتيق خلال الآونة الأخيرة مُبحرا بريشته عبر الزمن ليرسم جسرا يصل الحاضر بتاريخه لغةً وأثرا ومكانا ولونا ذاك الجسر بدا موصولا بذاكرة تتماس مع فكرة حنين الطفل البكر الذي يداعب حدود الوعي، وهو كل ما يملك الإنسان من زمام أمره تجاه الماضي البعيد كي ينفتح أفق الذاكرة إلى فضاءات أرحب تحتويها الألوان بظل يمتلك مفاتيحه، ذاكرة الأمس هاجس استحوذ على الثيمة الحركية داخل إيقاع اللون لدى معيتيق فينتقل بالمتلقي من مشهد أدنى إلى مشهد أسمى حيث يتيح للمتأمل إعادة قراءة دهشته الأولى إزاء الذاكرة، وبهذه الانعطافة تتدفق مستويات متباينة للوعي بالذاكرة وبضرورة طرح السؤال : لِمَ لا نخوض مغامرة ترميم ملامح أمسنا ونفك شيفرته المتداخلة ؟، معرض معيتيق يُقدم أكثر من توجه ضمن دائرة شائكة تُدين الأسئلة عن الماضي والمكان والوطن .

عناصر بُنية المعرض
ذاكرة الماضي مُحمّلة بالمِحن وبالانتصارات التي يؤكدها الراوي في حكايته المُختزلة في صورة البطل ودعائم فروسيته، ولن يخلو الأمر من كبوة الحصان والفارس بيد أنه ما يلبث أن يعاود النهوض مجددا لينطلق على ظهر حصانه محاربا طواحين الهواء وارتدادات الزلازل، بينما يبرز في المقابل عنصران ترتكز عليهما بُنية معرض ترميم الذاكرة، العنصر الأول المكان بمراحل تطوره، والعنصر الثاني اللغة القديمة باعتبارها الوعاء المُحَصِّن لهُوية المكان وصمام الأمان لساكنيه، الملاحظ كذلك أن التشكيلي معيتيق لا يوظّف اللون من باب تبرير أفكاره بقدر ما يحاول البحث عن أسئلةٍ يكسر بمفاتيحها عائق الوصول لفهم واسع يتخطى سياج القداسة الصارمة .

نزعة التجريب
بدوره يوضح التشكيلي عدنان معيتيق أن مدن الذاكرة مرسومة في مساقط متعددة وبواجهات مضاءة ناصعة، تتنوع مفرداتها بتفكير هندسي للفرشاة والأقلام تارة وبتعبيرية وتلقائية تارة أخرى بغية فتح المجال أمام الدهشة والمفاجاة الغير متوقعة في مشاركة تكوين العمل الفني المرسومة وبنائه، كما أضاف معيتيق بالقول : لطالما شغلني النزوع للتجريب في الرسم منذ زمن، واستغرق إنجازي للوحات هذا المعرض نحو أربعة شهور تقريبا والعمل غالبا ما يأخذ أبعاده الناضجة بعد إنجاز لوحة أو يزيد ما يتسنى للفنان البناء على ملامح هذا النضج أو التكامل ما يجعل اللوحات المتعاقبة أكثر نجاحا وتماسكا وإرضاء بالنسبة لي، وأردف معيتيق قائلا : للمواد المستخدمة أيضا دور فجاءت تجربة هذا المعرض بالرسم بحبر على الورق الرفيع من ناحية السُمك فيما ساعدني الورق سعلى تطويع ما أردت رسمه بشفافية ومرونة، وعملية التعاطي والتعامل مع هذا الورق تقتضي خبرة معينة كون أن سُمكه أي الورق قابل للتمزق بسهولة.

مقالات ذات علاقة

مصلحة الآثار الليبية تستلم جميع المقتنيات الأثرية بسوق الحوت

المشرف العام

محاضرة تكشف عن ليبيا في المتون البولندية

مهنّد سليمان

الفرقة القومية للتمثيل والموسيقى تقيم حفل تأبين لفقيد الفن والمسرح الفنان ” محمد شرف الدين ” تخليدا لذكراه

المشرف العام

اترك تعليق