قراءة في مجموعة (هكذا صرخت) للشاعرة حواء القمودي
جلنار أحمد
الحلم والحرب.. مفتاح النص الكامل في هذه القراءة: (حلما الحلم حلمك – أحلم – الحلم الحلم أحلم الحلم – حلما – حلمنا – الأحلام – تحلمان الحلم)…
ألحّت القصائد على تكرار كلمة الحلم حيث ذُكرت ثلاثة عشر مرة في هذا الديوان “تعبيرًأ عن حيوية التجربة الشعرية الكبيرة وقدرتها على تكثيف أسئلة الذات والعالم في لحظة وجودية فارقة كان (الشاعر/ة) يحاول أن ينتصر بالجمال على شرطه الوجودي ومآسي عصره“.1
دون شك أن الحلم أفضل وصفة لصنع الجمال والاستغراق في المستقبل القديم.. فالأزمنة تتداخل والقيم تغدو مفرغة إلا من اللا شيء والقصائد تتناسل…
”وأنت ترمّمين صدوع الروح
اجلبي ابتسامة طفلة تحبو إلى عامها الأول
وخطوات ولد يتعثر في طريق الروضة
لا بأس ببعض بكاء
اليد الصغيرة التي كنت تحملين
زرعها قبلات
صارت أمنية
وفنجان قهوتك يذرف لهفته
لا بأس بالضحك
فالوجع تكاثر
عشّش حنايا القلب
والخطوات
مجرد خطوط
والمسارب
(عامرة بالأفاعي)
الصديقات كذبة والأصدقاء هراء
لابأس
المهزلة بدأت
وقد آن أن تنتهي.“2
وقد تكرر ذكر مصطلح قصيدة النثر مرات ثلاث في هذا الديوان.. فكان بيانا شعريا يتضمن إجابة عن سؤال مستقبل الشعر.. “لاسيما بعد أن بدا للكثيرين أن قصيدة النثر هي سقف الشعرية العالمية، وأن أي جديد لن يكون إلا تحت معطفها“.3
مؤكد أن الشعرية تشبه فايرس كورونا أو أي فايرس إنفلونزا مستجد.. يحور شويكاته باستمرار.. لا يدع مجالا للحتمية.. من أجل ذلك حدث التحول في مجال القصيدة الحديثة لتكتب نفسها…
“وأنا سأعبث
قصيدة النثر فضاء“4
“أصمت متوجسة
هذه التي
يسمّونها
قصيدة نثر
واشية
تنزلق إلى خزانة الروح“4
“يحدث الآن
أن شاعرة قصيدة نثر
تشارك في (خراب الأمة العربية)“6
ومن الممكن قراءة الديوان بتسليط الضوء على غير نسق.. كدراسة التناص.. أو جدة الإسنادات.. وغيرها.
1- مفيد نجم: زمن البيانات الشعرية، 14-7-2015م.
2- حواء القمودي: هكذا صرخت، دار إمكان، 2020م، ص 19-20.
3- مفيد نجم: زمن البيانات الشعرية.
4- حواء القمودي: هكذا صرخت،ص 28.
5- نفسه: ص 42.
6- نفسه: ص59.
