عبدالحميد المسماري
اليوم* وبعد أخذ الإذن من الشاعر عصام الفرجاني قدمتُ لطلابنا جزء من قصيدته حول غزة.
عرضت الأبيات المختارة على الطلبة في شرائح عرض تقديمي (باور بوينت) وحدثتهم عن الشاعر وتكرر ذلك ثلاث مرات في ثلاث حصص لثلاثة صفوف وفي نهاية كل مرة كنت أقول للطلبة أننا سنوجه دعوة لاستضافة الشاعر عندنا وأظنه سيلبي الدعوة وستتحاورون معه شخصيا، وقد لاقى هذا استحسانا كبيرا منهم.
كانت المفاجأة في كل مرة ان الطلبة يقولون لي باستغراب … هل هذا الشاعر حي؟ فأصدم من السؤال وأقول نعم هو حي يرزق وهو شاب وفي مقتبل العمر.
بعد قليل من التفكير عرفت السبب في السؤال المتكرر من كل الطلاب، وهو أنهم تعودوا في دروسهم انهم يقرأون لشعراء ومؤلفين قدامي ومتوفين، وأن مناهجهم تكاد لا تحتوي على أي شاعر معاصر، ومن هنا تولدت عندهم فكرة ان الشعراء كلهم ميتون واستغربوا ان احد الأحياء يقول شعرا.
ربما يقودني هذا إلى دعوة واضعي المناهج إلى تخصيص جزء من المناهج لكتّاب وشعراء معاصرين وسيكون ذلك أنفع لتبصير الطالب بقضايا أمتنا الراهنة، وذلك قد يكون أفضل من معرفتهم بحرب البسوس وأخبار الزير سالم.
متع الله شاعرنا الكبير عصام الفرجاني بالصحة وطول العمر، وأنوه إلى أن الدعوة وصلته وتفضل بالموافقة مشكورا وسنقيم بعون الله أصبوحة شعرية بعد استكمال الترتيبات اللازمة.
* تاريخ نشر المنشور 26 أكتوبر 2023م.