الذكرى الخامسة لرحيل الكاتب والروائي الليبي عبدالرسول العريبي
1- عصفور
في طريقي الى حبيبتي قطفت وردة ، لكنني لم اجدها في البيت فرجعت والوردة في يدى، لاح لي في الطريق عصفور ، همست له! خذ هذه الوردة.
في المساء التقيت بحبيبتي فابتسمت لي ومنحتني وردة.
سألتها من أين يا حبيبتي هذه الوردة.
قالت لي: هي من عصفور مر هذا المساء.
2- الإمبراطور
غمر الطوفان المدينة ، فشاهد الجميع الامبراطور في عرض المياه المندفعة. لم يتمكن احد من انقاذه ، فسأله عصفور عابر:
– ماذا تفعل هنا ايها الامبراطور؟!
انا لم افعل انا مفعول به كما ترى. ولكنك امبراطور لا يجوز ان يفعل بك كيف حدث هذا؟
– لست ادرى – قال الامبراطور – كل ما هنالك هو ان الذى حرك هذه الفيضانات لم يتلق اوامره منى.
قال له العصفور: اذن الى اللقاء.. فانا سأنام قليلا فوق هذه القشة ريثما يهدأ الطوفان واعود الى بيتي لابد ان الاولاد في هم لغيابي.
سأله الامبراطور: هل بوسعك إنقاذي؟
-لا يا سيدى الا اذا تحولت الى عصفور.
كيف: قال الامبراطور؟
جرب… قال له العصفور ونام على قشته.
3- البومة
منذ مطلع الفجر لم تشاهد البومة في الغابة وحتى المغيب. • سأل عنها الوالي وكلف الذئب بالبحث عنها.
في اواخر الليل وجدها الذئب جالسة وتغنى.
بادرها: اين انت لم يرك الوالي صباح اليوم؟!
قالت البومة: انا ايضا ومنذ مغيب الشمس لم اشاهد الوالي ابدا. اين هو الان؟
نائم الان: قال الذئب.
اكتفت البومة بالابتسام ثم غنت وطارت ثم همع الذئب وراح ، غير انه قال في نفسه ، نعم من حقها ان تتغاير مع مواعيد الوالي.
4- الكلاب
غضب الكلب ذات يوم من سيده ، فهجره الى الغابة وفى الطريق تصادف ان وجد الضبع تسعى فسأله: أين أخي الذئب؟
قالت: هو هناك يتلذذ بأكل لحم نعجة طرى.
السلام: قال الكلب.
تفضل: قال الذئب.. تعال وكل، ما خطبك طردك سيدى؟!.
لا.. قال الكلب. لكنه بالغ في إهانتي.
اذن كل.. قال الذئب.. فهذه النعجة من غنمه.
كشر الكلب عن انيابه وكر مدافعا عن النعجة.
بادر الذئب وصرعه… وتمتم يالنخوة العبيد.
5- الذئب
سأل الذئب نفسه: لماذا لا تذهب الى المدينة ايها الابله؟ وهناك ستعيش وسط الكلاب والناس بلا تعب ولا عناء وتكف عن التشرد.
راقت الفكرة له وذهب الذئب فعلا وجلس بجانب احد الكلاب ، فجاء الطعام فاكل ومر بالشراب وشرب.
في المساء لمح الذئب أحد الكلاب يتمسح بصاحبه لكن صاحبه لكزه ونهره ان ابتعد.. بلا ادنى احترام.
لاذ الكلب بالفرار لكنه توقف فجأة وانتبذ مكانا قصيا.
الذئب الذى يراقب عن كثب امتعض للأمر ، لكنه قال في نفسه الان فقط عرفت لماذا نفى جدى نفسه في الغابة.. وذهب ولم يشاهده احد بعد ذلك في المدينة.
6- الأصدقاء
كيف لم ارك، انت لست وفيا. الا تعلم اين اقع الان من خريطة السلطة والنفوذ ، تبا لك من عاق ، انت لست وفيا.
ذهل الرجلُ من حديث صديقه، المدير العام ، ذهل فعلا لكنه ابتسم وقال له بهمس: بل انا وفى جدا.. لكنني كما تعلم لست بمثل وفاء الكلاب.
انتفض المدير العام وقال: ماذا تعنى بالضبط يا هذا؟!
اعنى ان تقرأ قصة (الذئب).
7- الحمار
اشترى الحمار مسدسا وقرر بينه وبين نفسه اغتيال صاحبه.
سأله الراعي: لماذا؟
من أجلك – قال الحمار.
كيف؟ قال الراعي.
إذ بموته – ربما تصبح انت المالك لهذه الاغنام ، فأعيش انا في بحبوحة او تعتقني لوجه الحب.
هذه فكرة جميلة ورائقة.. قال الراعي – لكن ما هي شروطك؟
لا قال الحمار ، كل ما هنالك ان تصبح انت السيد واصبح انا الراعي.
ما الفرق – بالنسبة لك – قال الراعي الفرق واضح – قال الحمار – فعقدة العبد سوف لن تفارقك ومن هنا ستتعاطف معي.
ابتسم الراعي وهمس له: لا داعى.. سأقتله انا اذن.
الحمار لم يبتسم. وقال في نفسه: يبدو انه لابد من عبد ما.
8- المقبرة
منذ زمن لم التق صديقي (البرجو) وحين التقيته غمرته بالأسئلة:
كيف انت؟ كيف حال الاهل؟ ثم سألته كيف هي اخبار والدك ب؟
قال لي كلهم بخير الا والدى لقد مات منذ أمد يا صديقي.
تداركت خجلي.. نعم اعرف ذلك رحمه الله، اعنى من سؤالي هل مازال في نفس المقبرة.
9- الحرب
سال الدم من ساق جندي الاحتياط فبكى!
الضابط قال له: لا تبك، هذا لا يليق بك وبالمعركة.
قال جندي الاحتياط هذا صحيح لا يليق بي لكنه يليق بالمعركة.
كيف.. قال الضابط؟!
لأننا منتصرون؟!
اذن هي دموع الفرح.
لا.. لا.. قال جندي الاحتياط: لان
النصر ليس لكلينا.
لمن اذا؟! وأي ضمير تعنى بالنصر؟!
اعنى الضمير الغائب للسلطة.
اذن لمن النصر؟!
النصر للحرب – قال جندي
الاحتياطي – للحرب يا سيدى.
10- المعطف
عندما ارتديت ملابسي وبسرعة مذهلة ، دلفت الى السوق المجاور، اشتريت معطفا مثل معطف جوجول لكنني فجأة شعرت بخجل يعتريني اثناء مشيتي لقد نسيت ان ارتدى ملابسي الداخلية، واتضح لي فعلا ان الجميع ينظر الى..
فركضت الى بيتي
سألت زوجتي: اين ملابسي الداخلية؟
هي هناك – قالت لي – على الحبل اذهب بسرعة يا رجل واستر عورتك، لقد فضحتني.
مجلة لا | السنة الأولى، العدد الثاني، 1/2/1991م.