تاريخ

طابع (ختم) يوسف باشا القرمانلي

ختم يوسف باشا القرهمانلي (الصورة: الباحث عبدالمطلب أبوسالم)
ختم يوسف باشا القرهمانلي (الصورة: الباحث عبدالمطلب أبوسالم)

لطالما لفت انتباهي شكل هذا الختم من خلال الوثائق العديدة التي تحصلت عليها وبها الختم الشهير له . يظهر هنا في ختمه على الجزء الفرنسي من معاهدة السلم والتجارة التي وقعت بين مملكتي طرابلس والسويد في 2 اكتوبر1802م والتي سبق ونشرتها، وصادق عليها يوسف باشا لوحده بوساطة فرنسية في 25 مارس 1803 م / 2 ذو الحجة 1217 هـ وبرعاية بونابرت بنفسه، (كتبت باللغة الفرنسية وهو من النادر جداً ليوسف باشا الذي كانت كل معاهداته باللغة العربية ) .

أما الختم هو يشكل مثلثين متداخلين على شكل نجمة سداسية كتب في داخلها ( يوسف باشا بن علي 1211 ) والسنة1211هـ / 1796 م هي سنة توليه الباشوية على طرابلس .

وبعد البحث والمقارنة وجدت أنها عادة إسلامية قديمة انتشرت في اواسط آسيا وكم كانت المفاجأة الكبري وأكثر مما توقعت فعلا !!

يوجد على طول الحافة البيضاوية وفي ست طبعات خارجية للنقش الدائري مكتوب بخط مائل ومدمج في الطابع في عدة نقاط. يذكر هذا النقش الدائري أسماء “الفتيان السبعة أصحاب الكهف ” الذين يحظون باحترام واسع في العالم الإسلامي وهم كما وردت أسماؤهم بالسريانية : مكسيمليانوس، يمليخا، مرتيلوس، ديونيسيوس، يؤانس، سرافيون، قسطنطينوس وكلبهم الوفي كيتمير (كتب بالطرابلسية المحلية قطمير وهي واضحة جدا في الختم) وهم شبان وردت قصتهم في القرآن الكريم في سورة الكهف، حيث كان يعمل في قصر الإمبراطور جماعة من الشبان، وقد وشى بعض العاملين في القصر بأمرهم وأخبروا الإمبراطور بأنهم لا يطيعون أمره وأنهم اعتنقوا المسيحية، وتشير أغلب الدراسات التاريخية أنها وقعت في زمن الامبراطور الروماني ترايانوس ديكيوس(201-251م)،

عند دراسة هذا الختم، لا بد من إيلاء اهتمام خاص للدلالات الوظيفية والنقش العربي الدائري. يرتبط الشكل السداسي عادةً بالملك سليمان (النبي سليمان عليه السلام )، يرمز بيانيًا إلى ما يسمى. “خاتم سليمان” حيث كان ختم السلطان أو الملك في الاساس خاتم يرتديه، والذي اشتهر بأنه تميمة قوية ضد الشرور، كما نجدها في آثار العمارة الإسلامية وعلى الاخص المساجد، وعلى مختلف التمائم والتعويذات، على العملات المعدنية عدد السلالات الحاكمة .

اختلفت المصادر حول مكان الكهف، بعضها يرجح أنها في جبل (انكيلوس) في ضواحي مدينة أفسس الأثرية الواقعة قرب أزمير في تركيا، والبعض الآخر يرجح أنه يقع في جبل الرقيم بالأردن والأخير اعتمدته اليونسكو .

والله أعلم وغالب على أمره .

مقالات ذات علاقة

تاريخنا منذ 228 سنة

يونس الهمالي بنينه

الفرقة الليبية الأولي في الجيش الايطالي “فرقة سيبيل”

المشرف العام

إتحافُ المنصِفينَ والأدباء بمباحث الاحترازِ عن الوباء

بدرالدين المختار

اترك تعليق