الذكرى الاولى لرحيل الشاعر علي الخرم
بقلم الشاعر: عبدالحميد بطاو
(مقدمـة شـعرية)
تلـفــّت الى الخـلف لحـظـهْ
تــأمــّل مدى ما ســفـحـناه من عمــرنا
في الـزّمـان الذى فـجـأة يـنجــرفْ
وإيــّـاك أن تعــتـرفْ
بـأن الذى قـد مـضى
رغــم جـفـوتــه
كـان مثل الذى الآن بين يـد يــنا
وكـنــّاعلى الـرغـم منـا مشـينـا
على حـافـّـة السـّيـف ِ
في عــتـمـة اللـّـيل ِ
حـين التـقــيـنا
وكـانت ســنـين عـجــافْ
تـراود قـدرتنا في اخـتيار الدروبْ
تـكـدّرصــفـو عـلاقـتـنا
باحــتـمـال الخــلافْ
تـحـوّل زهـوالحــياة لـد ينـا
مـجــرّد حــلـم
يشــدّ الى الأرض اقــد امـنا
حـينما تتـخـاذل أو تـرتـجــفْ
وإيـّـاك أن تـعــترف
بـأن الذى قـد مــضى
رغــم جــفــوتــه
كــان حـلــوا
وأن الذى ســوف يــأتـى
سـيـجـعلـنانــأتــلـف
جمـيل زمـان الصـّـداقـة
هــذاالطـّـويـل
وأجـمـل مـنــه
اشــتعـال مــودّتــنا
حــيـنـما نـخــتـلــف
كنت يومها أسمع عن شاعر شاب يعتبرونه أحد شعراء درنه الواعدين، اسمه (على الخـرم) كان ذلك في بداية عام (1969م) وكنت متشوقا للتعرف عليه الى أن جاء يوم 26 ـ 9 ـ 1970م حيث أقامت جماهير المدينة أمسية شعرية صاخبة في ميدان البلدية أمام المركز الثقافي الذى كان ملاصقا لفندق الجبل الأخضر وذلك بمناسبة الذكرى العشرين على وفاة شاعر درنه الكـبير (ابراهيم الاسطى عمر) حيث شارك في هذا المهرجان الكثير من الشخصيات الأدبية والسياسية وعلى راسهم المناضل الراحل ( صالح أبويصير ) وسمعت مقدم الأمسية يقدم شاعر درنه الشاعر الشاب على الخرم ورأيت شابا في بداية العشرينيات من عمره نحيفا ربع القامة يرتدى نظارة طبية يتقدم نحو ناقل الصوت وهو يرتعش خـجلا ورهـبة كانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها هذا الشاعر وسمعته يقرأ للجماهير الصاخبة قصيدة عمودية وطنية تخلص أثناء حماسة الالقاء من الخجل والرهبة ومن تلك الأمسية لا أعرف كيف تم تعارفنا ولكننا صرنا أصدقاء نلتقى يوميا لكى نستأنس معا على درب الكلمة الصادقة والمحبة كما قال عنى ( في إهدائه لي ديوانه الجوع في مواسم الحصاد)
وفي منتصف عام (1971م) انتقلت من مؤسسة الكهرباء للعمل بالمركز الثقافي حيث وجدت أمامي بالمركز شاعر درنه الراحل (عبدالباسط الدلال) ومن ذلك التاريخ صرنا نلتقى عادة كل مساء أنا والشاعر عبدالباسط الدلال وعلى الخرم وعمر المكاوي أما بركن في صالة المركز الثقافي أو في مقهى فندق الجبل الأخضر لكى نسمع ما لدى أي منا من قصائد كتبها أو نناقش أمور الشعر وهم الكلمة وكنا نشعر بسعادة غامرة كلما قرأ أحدنا قصيدة جديدة من تأليفه لنجتهد جميعا في نقدها ومناقشة ماورد فيها وكانت تلك الفترة الممتـدة من منتصف عام (1971م) وحتى نهاية نفس العام فترة مزدهرة مخصبة لنا جميعا الى أن تم فجأة توزيعنا نحن العاملين بالمركز الثقافي في تلك الفترة الى اماكن بعيدة عن درنه وعن الثقافة بصورة فيها الكثير من الظلم والعسف من أناس كانوا يتولون مسئولية المراكز الثقافية حينها وهم أبعد الناس عن الفكر والثقافة والمحبة والابداع، ولكن العلاقة الطيبة والمودة جمعتنا مرة ثانية عام (1974م) في صالة كانت مخصصة لعرض الأثاث المحلى للبيع عند بداية شارع ( الفنار ) وكان المكلف بالبيع والمسئول عن العرض هذه شاب يكتب الشعر ويعشقه وهو الشاب( المرتضى العلواني) الشهير أيامها باسم(رمزي) فأسمينا المكان صالون رمزي وكنا نجتمع بعد عصر كل يوم فبالإضافة لي ولعلى الخرم انضم الينا كل من الشاعر الراحل ( عبدالعظيم شلوف) و ( عبدالمحسن البنانى)و ( عبدالرازق غفير) و(ميلادالحصادى) والراحل (محمد فضل الله) و( مصطفى بدر) و ( محمد اسويسي) وغيرهم وكانت أسعد الأيام هي الأيام التي يحضر فيها بعضنا إما قصيدة جديدة كتبها أو مقطوعة نثرية أو قصة قصيرة حيث نحتفل جميعا بقراءتها والتعليق عليها ونقدها بجدية وحماس وفى بداية عام (1976م) اكتشفا أنا وعلى الخرم ان لدى كل منا كمية من القصائد تصلح أن تكون ديوانا وهكذا تحمسنا معا ومعنا حماس وتشجيع تلك المجموعة الطيبة ( مجموعة صالون رمزي) وبدأ كل منا يجهز ويختار أحسن ما لديه من قصائد وأخذناها الى بنغازي حيث تم عرضها على مسئول الرقابة على المطبوعات ( صالح البرشه) الذى اجازها بسرعة يشكر عليها لنتصل بعدها بصاحب المطبعة المتواضعة بشارع (حشيشه) بدرنه المرحوم( فرج البكوش) الذى أبدى حماسه واستعداده لطبعها بسعر معقول في ذلك الحين وهكذا وفى منتصف عام ( 1976م) صدر ديواني البكر ( تراكم الأمور الصعبة) وصدر ديوان على الخرم الثاني ( في انتـظار الأنسـان)وصرنا بعدها نستمتع بالشهرة وبمعرفة الناس لنا الى أن أغراني (على الخرم) بالذهاب معه في سبتمبر عام 1981م للمشاركة في مهرجان الحرية الأول للشعر العربي بطرابلس وكانت تلك بداية علاقتي برابطة الأدباء والكتاب ومن تلك الفترة أصبح أسمى مرتبط باسم على لخرم في جميع الأجواء والتجمعات الثقافية وكان هذا موضع اعتزاز لي واستمرت علاقتنا معا ككل علاقة انسانية بين المد والجزر والتآلف والتخالف ولكننا لم ينقطع حبل المودة والمحبة بيننا طوال عمر هذه الصداقة الذى تجاوز هذه الأيام الأربعين عاما..
ولم أكن مبالغا أو متجاوزا للحقيقـة والواقع حينما قلت في قصيدتي السابقة
((جميـل زمـان الصـد اقـة هذا الطـّويل
وأجمـل منـــه
اشــتعـال مـودّ تـنا حـينما نخـتـلـف))
نعم كان لكل منا خصوصـيته التي يحترمها الآخر وكان لكل منا طريقته وأسلوبه ومدرسته الشعرية وكنا حريصين على هذا الاختلاف بقدر حرصنا على استمرار التواصل والمحبة والمودة بيننا كنا في بعض الأيام نتقاطع حتى لا يكلم أي منا صـاحبه ولكننا كنا فجأة ننسى كل ما حدث وكأنه لم يحدث ونعود لمواصلة علاقتنا الطيبة وتواصلنا غريب الأطوار.
صدر لعلى الخرم ديوانه الأول (سلة أنغام) عن طريق وزارة الاعلام والثقافة الادارة العامة للثقافة خلال بداية السبعينيات ثم صدر له ديوانه الثاني معي وهو (في انتظار الأنسان) ثم ديوانه الثالث (الجوع في مواسم الحصاد) وقد استلمت منه عام (1986م) حينما كنت امين مكتب المنشأة العامة للنشر والتوزيع والاعلان بدرنه (أربع مخطوطات دواوين شعر) سلمتها للمنشأة العامة بطرابلس ولكنها ضاعت ولم تصدر ولعل لديه في أدراجه الكثير من الدواوين والدراسات المخطوطة التي لايزال يركنها في أدراجه المعتمة
وتعامل الشاعر على الخرم ككل الشعراء والأدباء والمبدعين مع مجلس الثقافة العام فأصدر له ديوان (عشقي أكبر من لغتي) و(تجليات مريم) الذي أخترت في ورقتي هذه أن أقدم دراسة متواضعة عن بعض قصائده.
ولعلني كما قلت سابقا أعتز بهذا الارتباط الوجداني الذى ربط اسمي باسمه كما يحق لي أن أقـول وبكل ثقـة أنني مثلمـا عاصرت تطور على الخرم المعرفي والثقافي من خلال تطوره عبر سنواتنا المشتركة فإنني أيضا عاصرت وتابعت تطوره الإبداعي وتمكنه من الشعر وتمكن الشعر منه خلال هذه الكم الكبير من السنوات التي مرت من عمر صداقتنا التي نوهت عنها سابقا كان الخرم أول الأمر لا يقتنع بقصيدة التفعيلة الى أن أقحمته في أتونها وقرأ للسياب ودنقل وعبدالصبور والبياتى فاعجبه شعر التفعيلة وصار طوع بنانه فأبدع فيه الكثير من قصائده .في مارس كما يقول وعام1970م كتب قصيدة بعنوان ( ليتني كنت العليل) يقول في جزء منها
وقـفـت قـليلا على الناصية
على عادتي … عادتي كـل يوم
أجـيل النـظر … الى من يـمـر
لكـل فــتاة تــُرى آتــيه
وأسأل أسأل عنـها النسـيم
تـُرى أينـها.. إنـها أبطــأت
عن المـوعـد اليوم لم تحضري
وطـال انتظاري
وطــال اصطباري
ترى سأعتى اليوم قـد أخـطأت
ســوى ذلك الـوهم لم يخطر
كان الشاعر الخرم في الثالثة والعشرين من عمره حينما كتب هذه القصيدة وهى رغم بساطة وتواضع ونثرية كلماتها الا انها قصيدة تفعيلة لا غبار عليها وكان قد تلبّس فيها بروح ونزق الشباب الذين يترصدون لحبيباتهم على نواصي الشوارع وتمر سنوات وسنوات على هذه القصيدة فيترفع الشاعر الخرم عن ترصد البنات بعد أن تعركه الحياة بكل صنوف تجاربها المريرة القاسية ها هو الآن وبعد أكثر من ثلاثين عام يخاطب نفس الحبيبة ولكن بأسلوب مختلف ولغة مختلفة من خلال قصيدة بعنوان (يتنفس عبقا من نفحات الكوثر) بديوان ( تجليات مريـم ) حيث يقـول:
أنت امرأة أمسـت تشـغـلني
تفـتح نافذة العشق بغير استـئذان
وأنـا رجــل حـذر حـتى الآن
لكـنــّى في أعماقي لا أنكر
أتـلمـّس ملهوفـا رعشـة شـوق فـيّ
لدفء امرأة ترغبني
أطـلق أجـنحـة الـرّوح
تجـوب ســماوات المـلـكـوت
تمـاوجـنى الحـيرة
بـين لهـاث الرغـبات الحـرىّ
وطمأنينة نفـس
تـزهو في ألـق الصـّـلوات
في القصيدة الأولى اندفاع وترصد ولهفة ورغبة جامحة في لقاء المحبوبة رغم ما يثقل القصيدة من كلمات نثرية متواضعة لا تغرى الحبيبة بلقاء الشاعر المتحرق شوقا أما مقطع القصيدة الثانية ففـيه ثبات الشيوخ المجربين الحذرين وهو يزخر أيضا بالكلمات المنتقاة الرائعة والتعابير التي تصور لنا رعشة الشوق لدفء امرأة ترغبني ورغم ما يحاول أن يجسده من حذر فهو يتأرجح بين لهـاث الرّغـبة وطمأنينة نفس تزهو في ألـق الصـلوات..
إننا في جميع الأحوال لا نملك الا أن نغـفر لشاعرنا كل ماورد في ديوانه البكر (سلة أنغام) لصغر سنه وعدم نضجـه وخلو شبابه في تلك المرحلة من كل التجارب الطاحنة التي زخـرت بها حـياتـه فيما بعد
دعونا الآن نعيد قراءة بعض قصائد ديوانه الثالث (تجليات مريم) حيث نجد أنفسنا عند قصيدته الأولى والتي بعنوان (في حضرة نور الله) في حضرة روح الشاعر الشاب الراحل (عبد العظيم شلوف) الذي مضى على رحيله أكثر من عشرين عام ولكن الشاعر الخرم لازالت روح خاله الراحل عبد العظيم تتجسد أمامه في كل حين حتى أنه يخاطبه قائلا:
مـازلت أراك
في مـحـرابـك مـأخـوذا
في حضـرة نـور الله السـّاطـع
وجـبـينـك يتـفـصــّد عــرقـًا
فـتـتـمـتـم منـبــهـرا
لا شـيئ هـنالك
الا أنـت الحـق السـّاكـن في روح عـلاك
كان شاعرنا أقرب الناس الى الشاعر الراحل فبالإضافة الى العلاقة العائلية باعتبار أن الشاعر الراحل أحد أخواله فقد كانت هناك علاقة وجدانية وروحية تقرب كل من الشاعرين للآخر وكان الشاعر عبدالعظيم كما وصفه الخرم يتفصـّد عرقا دائما ويرتعش انفعالا وعشقا أمام كل ما في هذه الحياة التي كان على يقين من أنه سيغادرها مبكرا فكانت قصيدة الديوان الأولى لمسة وفاء وعرفان من شاعرنا لهذا الشاعر العظيم الراحل مما يجعلك تقف لـتـقرأ الفاتحة على روحه قبل دخولك الى بقية قصائد الديوان
وبعد حضرة نور الله تجد نفسك أمام قصيدة (تجليات مريم) وتلقى نفسك وجها لوجه مع الشاعر وهو يمد بعنقه يتلفت حوله ويستنشق بصوت عال
أتنـســّم رائحـة العشق الواعـد
من أبـعـد بـعـد
حلمـًا يتغـلغـل في ذاكرة اللحـظات الحـبلى
بحضور الوعد
في هذا الشــّوق المـمـتد
في جـرح الكـون وبـوح الـورد
أن يجـتمـع القـبل الآن مع البـعـد
ذلك أروع ما يمكن أن يحـدث
في لحـظات الـوجـد
ها نحن أمام لحظة عشق من لحظات عشق الخرم التي تزخر بها حياته دائما وها هي ذاكرته حبلى بحضور الوعد الذى قد يأتي ولا يأتي وها هو يخلط بين جرح الكون وبوح الورد ويجمع بين الماضي والمستقبل في لحظة الوجد التي عصفت بروحه ولعلنا لن نستطيع أن نمر على كل قصائد ديوان التجليات نظرا لضيق المجال وضيق الوقت أيضا ولذلك سنركز في ما تبقى لنا من صفحات في التطرق الى هذه المباركة التي أشعلت النار في كل قصائد هذا الديوان بالذات وقد ورد أسمها في أغلب القصائد فها هو في قصيدة (ا لهمس بلغة الألوان) خصص لها اللون البنفسجي وأكثر من ذكر اسمها بما يعيد في ذهني ( الا فاسقني خمرا وقل لي هو الخمر) فهو يقول : هنا يتوحد المغرب في عيني مباركة بقلبي
تبارك من بروحي نحوها أسرى
فبارك لحظة اللقـيا وبارك في المشاعر وهي واغلة
انه هنا ذكر اسمها أكثر من مرة وكأنه يستمتع بنطقه وسماع جرس حروفه خلال القصيدة وفي قصيدة (كنت مدى الجرأة منى) يقول:
لو أن يدي امتدت
لاجتاحت هذا البستان
الباذل للمشتاق طيوف الوعد
أنا سـاعتها ألف تــردد
وماكـنت المعـتاد على الصـّبر
أمام الشوق النسوي
الى لحظة فرح اتقـنها
أعـجب منى
صرت الآن أفكر ثم أعيد التفكير
لوغيرك ما هم الأمـر
فـأنت مبـاركة
تتبارك لحظتها الأحلام
هل نحن أمام الخرم الذي نعهده وهل هو الذي يقول هذا الاعتراف لكي يصاب بألف تردد في حضرة هذا الشوق النسوي للحظة فرح يتقن أن يصنعها ولم يجد ما ينهى به هذا الاعتراف سوى العودة لتكرار اسمها ولولا ضيق الوقت كما قلت لحسبت كم ذكرت مباركة والتبارك والبركة وكان الأولى بشاعرنا أن يسميه (تجليات المباركة) لأنها بحق سيدة الديوان وملكة كل قصائده وها هو في قصيدة أخرى بعنوان (الشوق أحلام وأفياء) يقول:
الشوق أحلام وأفـياء
عمري لهذا النـور ينـجـرف
تـدرى مباركتي
ويـدرى عاشق فيَّ اخـتبا
منذ الصـّبا
أنى مدين للقـاء وأنني أفـق جـمـح
سـرى افتـضـح … سـرى افتـضح
سرى .. ويعـجـز من شــرح
ها هو هذه المرة يحاول أن يتدارك نفسه ولكن لم يعد ذلك في إمكانه فأتخيله وهو يعظ على أصابعه ندما على هذا البوح الذي تفشى في كل القصائد ويزيد بعد ذلك إصرارا ويعلن أنه رغم كل بوحه فهو لازال عاجزا عن شرح حالات عشقه ولعله حسم هذه العلاقة العاطفية الجميلة محاولا ان يقنع نفسه قائلا في قصيدة (مصادفة)
فباركي عـذابي
مـن أجـل عينيك الحزينتين
وباركي في عمرك انسـيابي
لا تســألي لأيـن
لـن تسمعي جـوابي
لأنني لا أعلم … وكل ما أعرفه … انى وأنى أحـلم
يبد ولى أن مباركة شاعرنا هذه غير عادية فها هي أشعلت النار في كل أوراقي هذه وتسيطر اسمها على أغلب ما كتبته وها أنى أجد نفسي مضطرا الى أنهاء أوراقي عند هذا الحـد ولازال عندي الكثير مما يقال في قصائد ديوان (تجليات المباركة) عفوا (تجليات مريم) ولعلنا سنواصل مستقبلا
في 1 ـ 11 ـ 2010م