النقد

أوان بوح القصيدة للشاعرة آمنة محمد علي الأوجلي

من أعمال الفنان الحروفي" محمد الخروبي"
من أعمال الفنان الحروفي” محمد الخروبي”

القائلة:
“مازلت أريدك بعمري”
اردتك في عمري
في أرض شقائي
ونبعة يبابي
في جور البرد
ونحيب الوله
سباك ليلي الأبق
واترعت بك
جرحا راعفا
لم ترتقه الايام
تعرج شبه ابتسامتك
على قيد ولهي
اما اشفقت على من المي
رمال صحرائي تجتر
وقع ديمة وكل مساماتي
محملة بك
يا كرز شفتي وليمون اياري
وهدهدة اجفاني
بأرض المنى
على هدي انفاسك اركض
بسفع رحيقك
يرهقني
ينهكني
كيف اكسر الكلس
عن شرايينك افك ازرار
كونك بانكساراتي بأشجاني بعبق
احزاني

يقول لشاعر الأيرلندي شيموس هيني
[ان الكتابة هدية إلى النفس البشرية القابلة للنسيان، غايتها الحصول على موجة من الحياة الداخلية أو توريد الشعور الداخلي غير المتوقع منها لتكون خارج تلك النفس]

قال ايضا عن الشعر: [لقد آمنت دائما أن القصائد في حد ذاتها تعتبر مرتكزا أساسيا للمعنى الذي تهدف إليه نفس الشاعر الذي يكتبها مرة بعد مرة فتمنح ذاته احتراما يثبت من خلالها ليترسخ أكثر في النفس مع مرور الوقت، فالشعر استحضار وانطلاق ودفق، قارئ الشعر يتأمل هذا الدفق من هنا يبدأ التحدي بين المتأمل والشاعر الذي دائما ما يختار نقطة الانطلاق التي تضعه في الأمام]
ونحن قلنا ولا زلنا انه حين يمسي الشاعر سحابة تقارع ارهاص لعاصفة من مخاض قصيدة فأنه بذلك قد امتلك سحر استحضار ناصية الشعر بخفة أجنحة الطير وعذوبة أنسام الرفاهية ذلك أن الشاعر والقصيدة هما منارة فكر واتقاد لعوالم وارفة الظِلال تسكننا وقد اضحا قبلة أذواقنا بواقع أن الشاعر لا يمتلك حدود ولا ينتمي لفسحة واحدة، وأرضه محبة وحدوده كلمات وزاده رهافة من الأحاسيس وذكرى تتنسّم خبايا الحلم لأجل أن يعيش روحاً وإحساسا!!

الشاعرة الليبية آمنة الأوجلي
الشاعرة الليبية آمنة الأوجلي

وشاعرتنا/آمنة محمد علي الأوجلي اتخذت هوية التنّقل بين خفقات القلوب وبساطة الأبرياء وابتسامة الصبيان وعقول الفلاسفة وقناعة الرهبان وكان لها الحضور الذي ارتقى لدرجة الثناء وهذا ما كان منها من زخم شعري نشر بعدة صحف ومواقع ومنتديات عربية ومنها على سبيل المثال لا للحصر ” صدي المستقبل ” و” مناجي القلم للأبداع” و” نبض الوتر الالكترونية”
وهي ايضا حضور بصنعة حذرة اتسمت بالتقاط زوايا النفس ومهارة مساحات التلاقي المستساغ عبر فكر يحترم المتلقي باحتساب ماهر لجوانب من جماليات تتجسدّ بميزان خفيف لا يُستهجن.!!!
والقصائد لدى شاعرتنا نراها وقوف على اعتاب التمني ورسم ماهر لمتخيل وزمن انقضاء وتحديد لتضاريس فرص وغناء حسان بأناشيد المعابد وصدح لموسيقا في إياك شعراء يزرعون المكان ببراعم حلم
نسيتني فيك
ليال وحنين
وصوت العيد
بعيدا
كمان على ايقاع
الارجوان هسيسه
يحملني اليك
وهم على وقع
الشتاء اخالني
بين جناحيك
اطرد ضوضاء الريح
واقاليم اليباب
ليال وبرد
وهمسك
ما يزل
يشعل فانوس
وعد
ليال ومطر
وانا اوركيدا
تنزرع بعمق
الصدر
يا اكداس الثلج
لا تعبثي بصباحي
لا تنزعي زهرة
طوق بها شعري
وعديني بوجه
يطل من نافذتي.

ونراها مرة اخرى دهشة لقاء متملكة ولمحة حبور بلون العذوبة وخيلاء اميرة وتكبر عذراء متمنطقة بخيوط من فجر وخفوت ضوء مساء.
لكنها في هذه القصيدة ابدت شاعرتنا دفق لمشاعر قلقة لا تود العودة لمخدعها رغم حلم لم يتحقق لعذوبة صفاء مفقود وسفر في غير مكوث.. وهي تكثيف لزمن حدث مختزل لحدث لم يخلوا من إطار وصفي قادر على التوغل المريح لاستكمال الصورة في افاق المتلقي:
على كتف مغيبك”
يا لغضب الثواني
كعقارب ساعة قديمة
صدأة دقاتها
فصارت تنطفئ
دقة…دقة..
في دهاليز غيابك
السحيقة..
في مدائن النواح
أتضور عمرا تلثمه
ابتسامتك..
ألتمس ضوع عناق
يقيني خيبات الوله
لا حول لي…
وفي رزنامة معصمي
خدر كمس الجنون
أتنهد الصدى
وقصاصات منك
تؤرجحني كفراشة
محترقة
على كتف مغيبك..

مقالات ذات علاقة

رجـفـة الاشـعـاع

المشرف العام

رمزية المرأة في رواية (النص الناقص) للروائية عائشة الأصفر

المشرف العام

في مجموعة «لمختلفين في نعناع النظرة» .. بلاغة التكثيف وأفق التصوير الشعري

المشرف العام

اترك تعليق