مادغيس مادي
أنهيت هذا الصباح قراءتي لرواية الكلب الذهبي لسليل أبوليوس المدوري الصبراتي الاستاذ الورفلي الهواري منصور بوشناف
من الناحية التقنية لم أرى رواية بالعربية ولا أدعي أن أكثر القراءة للروايات العربية بهذا الاتقان الكاتب يملك ناصية القلم وله دراية عميقة بمسالك الفكرة وكيفية التحكم في وجدان القارئ.
مما تلاحظه كقارئ كيف يتحدث اليك ككاتب لرواية ويخبرك أنه هو من خلق كل هذه العوالم ليس في مقدمة الراوي التاريخية المهمة فحسب بل في كل ثنايا روايته ثم ينسج لك القصة وتعيشها بتفاصيلها وتتجاوز ما أخبرك أنفا أنه من وحي خياله هذه القدرة العجيبة من المرور من الذاتي الى التاريخ وهنا يحب أن أقول إن بوشناف بدون أن يخبرني قارئ نهم للتاريخ وفي الروايات القليلة التي قرأت يمكنني أن أميز بين الكاتب المتعدد القراءات والمواهب وبين من يحفظ عناوين كتب ولا يعرف من الادب الا لماما.
الكتاب تجسيد للشخصية الليبية عبر التاريخ وحبكة درامية بين مسرح ورواية وفيلم في آن واحد ينقلك من مشاهد ما قبل التاريخ الى الحاضر بين الميثولوجيا واللغة بين لغة الروح وتجاعيد الجسد. لن تمل من قراته وتتمنى أن لا ينتهي سرده.
أخبرتكم من قبل أن قراءتي للكتاب الليبيين محدودة جدا ولكن هذا سوف يتغير هذا الصيف وسوف أكتشف معكم عوالم أخرى ولكن منصور بوشناف وروايته المسخ أو الكلب الذهبي سوف تجعل من الصعب على الاحتفاء بكتاب أخرين على نفس النمط.
سوف أضعها جانبا وأعود اليها لأقراها من جديد أمام الفندق الكبير في شهر أبريل المقبل حتى أستشعر صهد وريح ذلك الشهر أو (الليبيتشنو) كما يقول السارد بوشناف ولن أخبركم بتفاصيل الرواية لأن كل قارئ وهذه ميزة الكاتب البارع يستشف من الرواية حِكمته ويفهم من السارد مغزاه من الرموز معانيها على طريقته والتي ربما لم يقصدها الكاتب يوما. الكتاب يجب أن يكون على قمة قائمة كل قارئ منكم لهذا الصيف.
سعيد جدا بقراءة الاستاذ بوشناف وأتمنى أن لا يحرمنا من سردياته وأن يتفرغ ليفرغ ما بجعبته لأجيال سوف تقدر ما قدمه لها فليبيا غير مهيأة لأمثاله بعد للأسف.
أشكرك أيها الليبي على هذه المتعة والتي سوف تصاحبني لزمن طويل بدون شكل فأن رفعت السقف عاليا لكل من قرأت وسوف أقرأ لهم
ملحوظة بوشناف سجين سابق كتب له حياة ثانية سنة 1988 وبهذه الرواية أعاد صياغة التاريخ المظلم لبلادنا بطريقة أدبية رفيعة