الطيوب | متابعة وتصوير : مهنَّد سليمان
مساء يوم الأربعاء 15 مايو الجاري استضاف المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بمدينة طرابلس محاضرة للشاعر والباحث الليبي “أحمد محمد النويري” حملت عنوان (الرواية الشعبية)، وذلك في إطار النشاط الأسبوعي للمركز بقاعة المجاهد بحضور لفيف من النخب الأدبية والثقافية في ليبيا. قدمها وأدارها الدكتور “علي الهازل”، وفي مستهل النشاط ألقى الدكتور “محمد الطاهر الجراري” مدير عام المركز الليبي للمحفوظات كلمة ترحيبية أثنى من خلالها على جهود الشاعر النويري ومباحثه في مجال الموروث الشعبي والذاكرة الشعرية الليبية.
ماهية الرواية الشعبية
بدوره تطرق الشاعر “أحمد النويري” لمحور المحاضرة ومضمونها المتمثل في الرواية الشعبية وماهيتها حيث طرح تعريفا دقيقا راعى فيه التبسيط والعفوية والاختصار ينأى عن التكلف والعنت فالرواية الشعبية وفق ما أشار إليه النويري مجموعة من الأخبار والطرائف والحكايا القصصية المُغرقة في شعبيتها التي تتناقلها الألسن ويتداولها الناس بصوغ شفاهي غالبا، وأضاف النويري أن الرواية الشعبية تحمل في طياتها العظات والعِبر وتوجيهات اجتماعية وتربوية، وفي بعض الأحيان ترفيهية، وتابع النويري بالقول : إن النماذج التي تُحاكيها مضامين قصص الرواية الشعبية تجيء دائما مثلما نطق وعبّر بها الشعب جملة وتفصيلا بطبقاته العريضة الواسعة من الدهماء والعوام.
الدلالات التعبيرية للأدب الشعبي
بينما أوضح النويري في المقابل بأن أبعاد الرواية الشعبية تأتي أحيانا على شكل نظم وأحيانا كأمثولة محددة العِبارة موجزة تُدلل على المعنى المُراد، فيما أكد النويري أن هذه المنظومات المُكوِّنة للأمثال والحِكم والنوادرعلاوة على ما يُعرف بأغانى الرحى و(المهاجاة) تبعا لاختلاف التسميات من منطقة إلى أخرى من مناطق ليبيا الواسعة التي تتنوع فيها اللهجات شرقا ووسطا وغربا وجنوبا. كما يرى النويري أن هذا اللون من الأدب الشعبي يضم في مخزونه دلالات تعبيرية عن جوانب نفسية واجتماعية متأصلة في أعماق الشعب ووجدانه تظهر تمثلاتها في العفوية والصدق وبساطة العبارة والايجاز.
الانعاكس الحقيقي لحياة الشعب
مضيفا أن أبعاد الراوية الشعبية تعكس تعبيرا حقيقيا لحياة الشعب باعتبارها بمثابة رسم فني تعبيري بالكلمات مُثقلة بحصيلة تجارب وخبرات وأحقاب زمنية ثرية ومتعددة فتوارثتها الأجيال المتعاقبة شفاهةً، مشيرا إلى أن أشكال الرواية الشعبية موجزة بليغة تبرز موسيقاها الداخلية رنانة تداعب الحس وتُشنّف الآذان شاغلة الفكر ومثيرا للعاطفة فضلا عن أنها تُلقي بظلالها الاجتماعية والنفسية على الذات، وحسب وصف النويري الرواية الشعبية يمثابة رسم بالكلمات وتصوير باللسان، وراح النويري يستعرض أسماء بعض أعلام الرواية الشعبية لاسيما شريحة الشعبيين منهم مستشهدا بعدة أبيات ومأثورات لشعراء وشاعرات من جنوب وغرب وشرق البلاد