يرى الكثير من الباحثين والنقاد في مجال الفن التشكيلي، إن أهم ما يميز الخط العربي ويمنحه الكثير من حرية التشكل، مرونته، والمتمثلة تشكيلياً في عدة جوانب، منها: قدرة الخط العربي على التكيف مع مختلف الأشكال والتكوينات، حيث يمكن تشكيل الحرف والخط العربي في العديد من الأشكال والتكوينات المختلفة، بما في ذلك الأشكال الهندسية البسيطة، والأشكال العضوية المعقدة، والأشكال الرمزية.
كما يمكن للخط العربي التعبير عن مختلف المشاعر والأفكار، من خلال استخدام الخط العربي للتعبير عن مختلف المشاعر والأفكار، بما في ذلك المشاعر الإيجابية والسلبية، والأفكار الواقعية والعاطفية. يضاف لما سبق، قدرة الخط العربي على خلق تأثيرات بصرية ونفسية مختلفة، إذ يمكن استخدام الخط العربي أو الحرف العربي لخلق تأثيرات بصرية ونفسية مختلفة، بما في ذلك التأثيرات المريحة والمثيرة والغامضة.
من ناحية أخرى، حافظ الكثير من الخطاطين والتشكيليين على ذات الأدوات المستخدمة في كتابة الخط العربي؛ أقلام الخط العربي، أو أدوات الرسم التشكيلي من فرش وغيرها، أو استحداث بعض الأدوات. في المقابل، ومع التطور الكبير الذي شهدت الحواسيب والبرامج والتطبيقات، ظهرت الكثير من البرامج ذات العلاقة بتحرير والتعديل على الصورة، أو التصميم الفني، وعمد الكثير من الفنانين التشكيلين استخدامها، وأنتجوا الكثير من الأعمال المميزة. في خطوة موازية، اجتهد بعض المبرمجين في إنتاج بعض البرامج المخصصة للخط العربي، والتي تمكن المستخدم، من إنتاج أعمال فنية تنافس العمال المقدمة بالطرق التقليدية.
بعد هذه المقدمة، نتوقف عند أحد التجارب التي طالعتنا على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً الفيسبوك، وهي مجموعة من الأعمال الفنية للمهندس عزيز الفنادي.
في مجموعة الأعمال التي عرضها الفنادي، نراه يستفيد من مرونة الخط العربي تشكيلياً، وقدرته على التكيف مع مختلف الأشكال والتكوينات، والتعبير عن مختلف المشاعر والأفكار، بالاعتماد على ثلاث نقاط أساسية:
النظام الهندسي للخط العربي، حيث يعتمد الخط العربي على نظام هندسي قائم على التناظر والتناسب، مما يمنح الخط مرونة كبيرة في التشكيل والتراكيب.
التنوع في أشكال الخطوط العربية، فهناك العديد من أنواع الخطوط العربية، لكل منها خصائصه وأسلوبه الخاص، مما يمنح الخط مرونة كبيرة في التعبير عن مختلف المشاعر والأفكار.
القدرة على التحكم في سمك الخط، يتمتع الخط العربي بقدرة كبيرة على التحكم في سمك الخط، مما يمنح الخط مرونة كبيرة في التعبير عن عمق المعنى ودرجة الإحساس.
تم تنفيذ هذه الأعمال، باستخدام أحد برامج التصميم الفني الحاسوبية، وهو برنامج الكورل درو، والذي يمكن المستخدم من مجموعة كبيرة من الخصائص والفلاتر وغيرها من أدوات التصميم المساعدة. والفنادي بخبرته في العمل على البرنامج، تمكن من تحويل النصوص إلى لوحات، مستفيداً من إمكانيات البرنامج، ومكتبة الخطوط العربية، التي عرفت في السنوات الأخيرة الكثير من التحديثات والإضافات، فلم تعد تلك المكتبة الفقيرة، بفضل الكثير مما أضيف إليها. وأهم الخطوط الإلكترونية التي استفاد منها الفنادي في هذه التجربة: Bustan-Bold / Abhamed – f2 / Sultan Rectangle / Afsaneh Fonts / Deco type Thuluth II.
الأمر الثاني الذي استفاد منه الفنادي، نظام التراكيب في الخط العربي، الذي يمكن الفنان (أو الخطاط) من إنتاج لوحات فنية بالاعتماد على تركيب الكلمات والحروف. ومع برامج الحاسوب الفنية المختصة، يصير الأمر أسهل من ناحية التجريب، والتنفيذ، وكذلك إخراج العمل بشكل فني، وإضافة ما يحتاج من إضاءات، أو إبرازه كأحد عناصر التصميم الداخلي.
ختاماً، المهندس عزيز الفنادي، من هواة التصميم ومحب للفن التشكيلي، من مواليد مدينة طرابلس في 11 نوفمبر 1969م، وهو مهندس أجهزة دقيقة، بشركة مليتة. نال عديد الجوائز في مجال تصميم الشعارات، محلياً ودولياً. وهو يعتبر هذه الأعمال تجربة في مجال استخدام الخطوط العربية الرقمية، وتحويرها وتشكيلها إلكترونياً.
2 تعليقات
قراءة مميزة في أحد الفنون الحديثة في استخدام التقنية في إنتاج أعمال فنية باحترافية عالية.
الشكر للفنان عزيز الفنادي
ولطيوب كل التحية والمحبة
نشكر مرورك الكريم