ترجمات

رسائل من المتوسط لإدوارد بلاكيير – المجلد الثاني

ترجمة: بدر الدين المختار

سيدي منصور بدرنة (الصورة: الكاتب بدرالدين المختار)
سيدي منصور بدرنة (الصورة: الكاتب بدرالدين المختار)

دارنس Darnis، بتغيير يسير لاسمها الحاليّ درنة Derne، عاصمة للإقليم ومقر لحكومته التي غالبا ما يُعهد بها إلى ابن الباشا الأكبر أو إلى موظفين آخرين يحظون بثقته الكاملة.

تجاور هذه المدينة البحر على بعد خمسة عشر فرسخا إلى الغرب من رأس التين، ويسكنها نحو ستة آلاف. وتتكون دفاعاتها من سور متداعٍ وقلعة قديمة تسعُ خمسَ قطعٍ مدفعية. وتتألف الكتيبة في العادة من مائتين أو ثلاثمائة من العرب.

أما الريف المجاور فهو يضاهي أجمل أرياف الإيالة؛ وبرغم المساحة المحدودة من المزروع قرب المدينة، فإن السكان يتزودون بكل ما يحتاجون لمعيشتهم، فضلا عن تمكنهم – حين يؤذن لهم – من تصدير مقدار ضخم من الماشية.

والساحل معرض للرياح الشرقية والشمالية، لكنه يحوي مرسى ممتازا. وفي وسع السفن أيا كانت فئتها أن تقارب الشاطئ إن كانت جريئة حقا. ومهم أن ندرك أن في وسع المراكب التي تمر بدرنة أن تتزود بالمياه والمؤن الطازجة، وبتكلفة زهيدة. وقد تلقى أسطول اللورد كيث Lord keith إمدادات من هذا المكان خلال حملة مصر المشهودة.

الأدميرال أنطوان گانتيوم (الصورة: الكاتب بدرالدين المختار)
الأدميرال أنطوان گانتيوم (الصورة: الكاتب بدرالدين المختار)

ولما كانت الحكومة الفرنسية تدرك أهمية درنة، فإنها أرسلت گانتيوم Gantheaum بأسطوله وقوة من الجند لإنزالهم بها عام 1799، وكانت غايته – حسبما أخبر حكومته – تعزيزَ جيش بونابرت في مصر، بيد أن الباشا ليقظته الشديدة لم يقبل طلبه، ولم ير الأدميرال النزول بالقوة أمرا حكيما.

 ومن العسير أن نتصور ماذا كانت أهدافه الحقيقية؛ لكن يوجد هنا كثير من الأشخاص الذين لا يخامرهم شك في أنها تضمنت ما هو أكثر من الرغبة المجردة في المرور بأراضي سموّ الباشا.

ويؤسفني على وجه الخصوص أنه لم يؤذن للجنود الفرنسيين بالنزول، فسواء أقصدوا إلى إنشاء قاعدة دائمة أم قصدوا التقدم إلى الإسكندرية فإن إقامتهم كانت ستفضي إلى اكتشاف حقائق مهمة تخص بلادا لم تكتشف بعد من قِبَل رحالين معاصرين؛ وأغلب الظن أنهم كانوا سيمهّدون الطريق إلى مستعمرة بريطانية منذ زمن طويل.

مقالات ذات علاقة

Climb the stairs in one breath

المشرف العام

ترجمات شعرية

عاشور الطويبي

جداول الحليب السبعة … !!!

عطية الأوجلي

اترك تعليق