الأربعاء, 2 أبريل 2025
قصة

فراشة

فراشة (الصورة: من اختيار الكاتبة مقبولة ارقيق)
فراشة (الصورة: من اختيار الكاتبة مقبولة ارقيق)

الساعة الرابعة وبعد صلاة الفجر، المكان مازال مظلما إلا من مصباح كهربائي صغير في نهاية الممر المؤدي الى غرفة نومي. تمددت على الصوفا في صالة المعيشة، ولم أعد إلى غرفتي، فتحت هاتفي أتنقل بين وسائل التواصل الكثيرة وأخبار العالم.

حطت فجأة فراشة صغيرة (بوفطيطة) على شاشة الهاتف، شدت انتباهي واستغربت وجودها، حاولت إبعادها بلطف، ولكنها تعود في كل مرة وتفرد جناحيها الهزيلتين أمام عيني المعلقة على هاتفي. كانت فراشة صغيرة ربما لم ترتقي لتلك الفراشات التي كنا نراها في زمن مضى، تلك الملونة بكل الألوان الجميلة الأحمر والبرتقالي والأصفر الذي يسر الناظرين، كنت أراها دائماً في حديقة بيتنا وعلى وردات أمي الوردية، ولكن هذه لا لون لها باهتة وصغيرة، أعلم أن الفراشات يجذبهن الضوء  في الليالي المظلمة، لا يهمهن أن احترقن  بلهيبه، ولكن شاشتي هذه ضوءها بارد لم يحرق جناحيها فالتصقت بها واطمأنت.

كنت قد قرأت أن الفراشات تلقي بنفسها إلى مصيدة الضوء حباً، ولكن أتضح أن إناثها تصدر ضوءً لتجذب الذكور، وبما إن الذكور لا تميز بين ضوء إناثها وضوء آخر فأنها كثيراً ما تموت مخدوعة.

لم تعد فراشتي تهتم بمحاولة إبعادها، فما عليّ سوى أن أطفئ الجهاز وأضعه على الطاولة التي بجانبي وأراقب تحركاتها، طارت بسرعة بمجرد أن حل الظلام مرة أخرى، وأنا أيضاً استسلمت للنوم.

الساعة الآن السادسة الشمس غمر ضوءها المكان اخترقت النافذة والستائر، أردت العودة إلى غرفتي لأواصل نومي. وأنا في طريقي، مددت يدي لأطفئ ضوء المصباح، وجدتها ملقاه بجانبه، وقد خدعها  ضوءً أخر لم يكن إلا قاتلاً!!!

مقالات ذات علاقة

زقزقة

محمد الأصفر

الطريق

خيرية فتحي عبدالجليل

عصافير…

أحمد يوسف عقيلة

اترك تعليق