شعر

أي وهم تتحسسه من الدروب الخاوية؟

من أعمال التشكيلي محمد بن لامين (الصورة: من اختيار الشاعر جمعة عبدالعليم)
من أعمال التشكيلي محمد بن لامين (الصورة: من اختيار الشاعر جمعة عبدالعليم)

فأي وهم تتحسسه
من الدروب الخاوية؟
وأي باب صامت
لم تعد تدقه يَدٌ..
تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ
ولا قميص سلوى
ولا ريح بشارة..
ذهب الأعزاء
ولم تشفع الأحداث
التي رضعناها سويا
من أثداء الأيام..
ولا كسر الخبز
التي تقاسمناها
على حواف الطفولة..
لم تشفع الوصايا
وطبطبة الأمهات
على الصدور الراجفة..
ولا الدموع
التي تبادلناها
في مواسم الألم..
لم تشفع المشاعر النائمة
في عسل اليقين
والقلوب المطمئنة
تقولنا بلا كلمات..
لم تشفع الخيبات
التي سلكنا سويا
دروبها القاسية..
ولا الأماكن
التي تفوح
بعبق الأيام الجميلة..
تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ
ويجرك الليل
من عكاز أساك..
تتقلب على
أشواك الغياب
وتسرقك الأطياف
التي غادرت
من هناءة نومك..
تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ
ولا تركن أبدا
لبداهة الرحيل..
ولا أحد يعود أبدا
من لجة الموت..

مقالات ذات علاقة

إلى الأبد

عمر عبدالدائم

نَزِيفُ غَزَّة

عواءٌ لكسرةِ ضوءٍ أخيرة

مفتاح البركي

اترك تعليق