كلما حاولت يا صديقتي
أن أكون معكِ قديساً ماكرا
أجدني على عجل
أملءُ بكِ أنفاس الليل درويشاً
كنعناع المنوبية ..*
و لأني الأفر حظاً في رفقة
الخيبة الصديقة
جأني النادلُ هذا المساء و ليس كعادته
مسرعاً و قبل أن اشعل
سيجارتي البائسة الأخيرة
لاعناً عيد الأستقلال و المقهى بما فيه
لا يلوي على شيء
كل همه أن يطردني و موسيقى الجاز
من جنته إلى جحيمٍ يليق بنا
بعد منتصف ليلٍ
جائعٍ كافر !
كل ما في الأمر
أنني كنت في حاجة لقوارير
حمراءٍ لاذعة
تلهب القلب كراقصةٍ غجريةٍ ملعونة
لأنثى كقطةٍ غاضبة
جف حلقها و هي تموء في خريفٍ
لا يصلحُ للحب !
لقصيدةٍ أكتبها قبل أن أنام
فوق و سائد الليل
لأبدو أنا و صديقي الليل
كقمرٍ يعوي من جوع العتمة
لكسرةِ ضوءٍ أخيرة
ربما كنت درويشاً
و شيئاُ آخراً
غير ما تقوله أقداح النبيذ !
5 / يناير / 2021