بينما هاجمه المطر احتمى تحت القوس المخضب بالضوء الشاحب، توقف عن الركض.. استعاد انفاسه مستمعاً لنواح الرياح.. تدفق الشوق في عينيه عندما مثلت بجانبه مثل الجنية العطشى لعذوبة الأحلام..
حدق في عينيها الغجرية الواسعين، فازداد شوقاً لنظراتها النافذة في الأعماق الأثيرة. من تحت تيه القوس تعبر لحظة لا عنوان لها وتذوب خلف الزمن..
أغرق البرق ضفاف وجنيتها خلسة.. المطر منهمراً بوهج الرياح الثائرة، من تحت تيه غيمة عطرٍ ضائعة اسرعت.. اسرعت من تحت القوس الى الطريق السابح في السيل المعلق تحت هباب المطر..
وبتلقائية من تحت القوس الدامس في موج الظلام قال خلفها وهي تعدو: برقٌ آخر سيأتي فهل لي أن استعير عينيك؟