تراث

آبار بوقصبة

الصورة من حائط الشاعر بن يوسف التمامي
الصورة من حائط الشاعر بن يوسف التمامي

تعتبر آبار أو معاطن بوقصبة واحدة من المعالم الأثرية في منطقة هراوة فضلا عن كونها مصدرا هاما للمياه منذ القدم لأهل هراوة عامة، كانت عبارة عن بئر وحيد يعود  تاريخ حفره وتشييده إلى ثلاثينيات القرن الماضي  ويشترك في ملكيته عدد كبير من أهل المنطقة باعتبار أن عملية تشييده تمت بشكل جماعي واستمر في إمداد السكان بالمياه حتى وقت قريب كمصدر وحيد لتغذية المنطقة الساحلية بالمياه العذبة، ولما زادت حاجة الناس له تبعا لازدياد الكثافة السكانية تمت عملية توسعة للبئر بحفر بئرين آخرين إلى جانبه منتصف السبعينات، وتمتاز هذه الآبار بعذوبة مياهها فضلا عن قربها من سطح الأرض حيث كان أجدادنا وآباؤنا يقصدونها ويتدافعون نحوها معتمدين على ظهور الدابة لحمل عدتهم اللازمة لجلب الماء من برادع ودلاء مرتين أسبوعيا على الأقل لسد حاجتهم اليومية منها، وقد كان انتشار الحمير (أكرمكم الله) في ذلك الوقت كبيرا فقلما تجد بيتا لا يمتلك حمارا حتى أن بعض الأجداد كان يربط حماره بالقرب منه حرصا شديدا على عدم فقدانه بسرقة أو نحوها، ذلك أنه شكل أهمية كبيرة لاستمرارية الحياة فلا حياة يمكن أن تكون دون ماء.

تقع معاطن أو آبار بوقصبة غرب هراوة وتبعد مسافة 200 متر تقريبا عن شاطئها البحري وهذا كان مدعاة وجرت لأن تتهيأ الناس للخروج باكرا في جماعات في أغلب الأحيان وفرادى في أحايين أخرى لاسيما خلال موسم الصيف حيث ندرة الأمطار، بينما تهدأ حركة الناس حول هذه الآبار مع دخول فصل الشتاء حيث أن هطول الأمطار يروي ظمأ الأرض العطشى ويوفر فرصة تعبئة وتخزين المياه المتجمعة من ذرات المطر والتي تمنح الطبيعة بدروها مناخا مختلفا حيث تهب نسمات هواء عليل تجبر الجميع على الخروج من بيوتهم فضلا عن أن سقوط المطر يلزم النسوة على تأجيل كل مشاغل الحياة من أجل تجميع مياه المطر المندلقة على سطح الأرض، كما يركض الأطفال للشوارع للعب تحت وقع الأمطار فتستحم الأجساد وتنظف مواطئ من بقايا تراكمات شح المياه.

مقالات ذات علاقة

عينٌ على عوالمِ (عين وطارت) للشاعر ‫‏سالم درياق‬ – 3/3

جمعة الفاخري

ماتحلفوش براسي

ميلاد عمر المزوغي

امتزاج الغزل بوصف الدنيا في الشعر الشعبي

المشرف العام

اترك تعليق