قصة

قصتان في لون الريح

(انبساط وانكسار) من أعمال التشكيلي الليبي عبدالجواد المغربي
(انبساط وانكسار) من أعمال التشكيلي الليبي عبدالجواد المغربي

تمطر في خيال

مثل امواج متلاطمة تنفجر بالحلم، غشاها ما ترى، ازدحمت ترانيم المياه المغمورة فوق البحر شغوفةً بكل عارضٍ هاطل، انتظرت تحاور الصمت في صمتٍ، تسكن في الزمان وتسكن في كل النجوم، اعاد لها البحر ما كانت تشتهي: العطر في الزهر، صعدت ضحكتها إلى السماء تبحث عن ابواب مدينتها وهي تزهو بالأنجم الزّهُر سماها..  طلع لها الوطن الشجي يغريه الخلود وتسابيح الأسحار، تمثل لها خبزاً وهواء وماء.. تمثل لها جواد يركض نحو الصباح، تمثل لها سحر ضياء القمر في ليل بهيج.

ظلماءٌ مشرقة

قال في نفسه وقد بدا له في الأفق ليلٌ بهيمٌ: لقد جئت من اماكن بعيدة، جئت عبر الزمن المغطى بالعطش والثلج والأنهار، إلى أين؟ امضيت فيه العمر، أمضيتُ في رحلة طويلة، تركت آثاراً باهتة على أرض لم أُولد فيها، وطأتُ في أماكن لا يعرفها أحد سواي، اقطع العمر أمشي فمشيت، ومشيت وأمشي، ابصرت أمامي طول السفر وكل صخور الأرض تحت سماء تعربد فيها غيومٌ ورعدُ وبروقٌ، لا أعلم من أين جئت..  امشي بحثاً عن وطن فيه أستريح ما غاب يوماً عن عيني لحظة.. تسللتْ عبر التاريخ خلسة الشيخوخة السمحاء، همستْ تقول وهي عارفةً بأنّ العين في البيداء حلمُ دائم: من ضيعته الديار في الزمان الحقود لا يجني إلا احلام السراب.

مقالات ذات علاقة

حوش الطليان

مهند سليمان

شمس

محمد المسلاتي

هك ولا يناموا

عوض الشاعري

اترك تعليق