صافيناز المحجوب
وحيداً… بعيدا عن جمهرة الأطفال التي تلعب في مرح لعبة الحرب اقتربت منه كان صارم الملامح إلا أن براءة الطفولة لم تغادر بعد عينيه السوداوين، كان يحمل بين يده جنديا مبتور اليد سألته: لماذا لا تشرك جنديك معهم في الحرب؟
جلس على الأرض المتربة ووضع الجندي وقال: انظري! أتعلمين من هذا المحارب؟
قلت: لا!
قال : وهل تعرفين ماذا فعل في الحرب الماضية؟
أشرت براسي نفياً، فتابع حديثه: لقد كان مغواراً لا يشق له غبار، ليس بالاسم فقط إنه فدائي… كل قطرة عرق صببها جبينه كانت لأجل الوطن وفي سبيله ضد الأعداء المعتدين، أيضاً يده المقطوعة كانت لأجل الوطن.
فقلت: من فعل به ذلك؟؟
أجاب والغضب في نبرات صوته: إنهم الأوغاد، عرفوا إنهم خاسرون فأرادوا أن يجعلوه عاجزاً ذليلا!
فقلت: ولكنه يملك اليد الأخرى، فلا تحرمه من شرف المشاركة في الحرب.
دمعت عينا الصغير، وضم جنديه إلي صدره وخطي ثلاث خطوات بعيداً عني ثم التفت وقال: ولكن الشظايا أصابت عينيه، وجري الصغير. وتركني وسط حرب الصغار وأسلحتهم الخشبية.