من أعمال التشكيلية الفلسطينية جهاد (فرح) إسماعيل
قصة

بائع الورود

من أعمال التشكيلية الفلسطينية جهاد (فرح) إسماعيل
من أعمال التشكيلية الفلسطينية جهاد (فرح) إسماعيل

في زقاق ضيق خلف المستشفي المركزي جلس بائع الورود مهموما مغموما ينظر بحسرة إلي كومة وروده الذابلة وقد إصفرت أوراقها وبهتت الوانها وزالت رائحتاها و خبي وهجها .
منذ أمد لم يزره اي مشتر ليفدم باقة ورود إلي مريض أو حبيب او صديق
هل فقدت الورود معناها أم هل إختفي المرض والحب من هذه الدنيا . . ؟ ؟ لا أعلم لا ادري . . ؟ ؟
ظل يردد هذا السؤال بينه وبين نفسه بين الفينة والأخري . . أتبعه بسؤال آخر أكثر قسوة وألما من سابقه . .
كيف لي ان أعيش كيف لي أن أطعم عيالي فأنا لا اعرف إلا هذا العمل ولا أفقه غير هذه المهنة . . ؟ ؟
في ظل هذه الحيرة وهذا الضياع مر به احد الأصدقاء . . ساله عن حاله وأحواله . . تنهد بعمق أومأ برأسه . . ثم أشار إلي الورود الذابلة بالم وحسرة . .
أحس الصديق بمقدار الألم والعجز الذي أحاط بصديقه
ربت علي كتفه بحنان وعطف ثم قال : لا عليك ياصديقي إنها الحرب وما تحمله من ألم وعذاب . . ايام صعبة . . كلنا نعاني. . تفرج إن شاء الله . . ربنا كريم
إنحني بهدوء إلي مستوي راسه وهمس في أذنه بكلمات .
لمعت عيناه فجأت . .إنفرجت أساريره ثم بانت بسمة ساخرة باهتة علي محياه الذي خطته التجاعيد . . نعم صدقت إنها ليست بضاعة رائجة . . الورود ياصديقي في زمن الحرب ليس لها قيمة ولا معني .
غدا سوف ابدأ في تغيير هذا الدكان إلي نشاط جديد مربح ورائج أضمن به أن أحي حياة كريمة لي ولأسرتي حسب ما أشرت علي .
في صباح اليوم التالي دخلت سيارة نقل إلي ذلك الزقاق محملة بالبضاعة الجديدة . . بهمة ونشاط بدا في إزالة كل الورود والرمي بها في صندوق القمامة وقام بوضع البضاعة الجديدة وترتيبها علي الأرفف بحرص وعناية
ازال لافته المحل القديمة التي كانت تحمل عنوان ( أرض الزهر والحنة لأجمل باقات الزهور )
وضع لافتة المحل الجديدة التي تحمل عنوان ( أرض الزهر والحنة لبيع الأكفان وتجهيز الموتي )

مقالات ذات علاقة

قـصصٌ قـصـيـرةٌ جـــدّاً

خالد السحاتي

البـديــــل

صلاح عجينة

المكحلة

أحمد يوسف عقيلة

اترك تعليق